الشاعرة أسماء رمرام:

ما أحــوج الوطــن إليك عزيــزي القــارئ

حوار: فاطمة الوحش

شاعرة من الجيل الجديد، تشق طريقها بثبات، تحمل في جعبتها الكلمة والموهبة والإلهام والخيال، تشارك في معرض الكتاب هذا العام بإصدار جديد تحت عنوان «الملح يلفظ ليله» الذي قالت عنه الناقدة التونسية نائلة الشقراوي: «إن النص المختلف الناجح هو الذي يترك في قارئه أثرا لا ينتهي بالانتهاء منه، وإنما يحلو الرجوع إليه وإعادة قراءته للحفاظ على منسوب المتعة بالنفس أو استرجاعها. وقد كتبت أسماء رمرام نصها وهي شديدة الوعي بذلك، خاصة وأن ديوانها «الملح يلفظ ليله» هو الثالث، أي أنه كتب في مرحلة نضح أسلوبي ومعرفي للشاعرة، وقد كان جليا جنوحها المقصود إلى التحديث بأسلوب ذكي»، في حوارنا معها تحدثنا الشاعرة والقاضي عن تجربتها مع الشعر.

الشعب: من هي أسماء رمرام؟

أسماء رمرام: شاعرة وقاصة جزائرية من مواليد مدينة قسنطينة. خريجة كلية الهندسة قسم الهندسة الصيدلانية سنة 2010، صدر لي: أبواب كثيرة غابة وحيدة (شعر) سنة 2018، بكاء القرنفل (قصص) سنة 2019، الموت في جيب الكناية (شعر) سنة 2021، الملح يلفظ ليله (شعر) سنة 2022.

- ثلاثة دواوين ومجموعة قصصية، لماذا الشعر على الرغم من قلة قرائه اليوم؟

 الكتابة خلاص، وما دمت أجد خلاصي في الشعر، فسأستمر في كتابته ولا يهم عدد القراء، الشعر يتملكني، كان الإنسان وما يزال بحاجة إلى هذا الفن للتعبير عن دواخله تماما كحاجته إلى سماع وقراءة القصص.

- حدثينا عن تجربتك الإبداعية، وتنقلك في الكتابة الشعرية بين العمودي والتفعيلة وقصيدة النثر؟

 بدأت بكتابة العمودي وأنا طفلة، ومع تنوع القراءات تذوقت الشعر المعاصر ووجدت لذة في قراءة قصيدة النثر، خصوصا تجربة الشاعر «وديع سعادة».
ألفت مجموعة «الموت في جيب الكناية» التي صدرت العام الماضي عن دار خيال للنشر، وقد حاولت فيها التجديد بتجسير الهوة ما بين الواقع والشعر، كتتبيل بعض النصوص بتوابل علمية، وهذا لأني قادمة من وسط علمي، سواء تخصصي الدراسي أو مهنتي كموظفة في الصيدلية.
أما ديواني الأخير «الملح يلفظ ليله»، فهو ديوان تفعيلة وفيه بعض القصائد العمودية، وقد صدر هذا الشهر عن دار خيال للنشر وهو ديوان حداثي سواء على مستوى المبنى والإيقاع أو على مستوى الصور الشعرية.

-  أصدرت كتبك الأربعة بعد ولادة طفلك الأوّل، هل أثرت الأمومة على الإبداع؟

 أكتب منذ الطفولة ولكن الأمومة ملهمة رغم مشاقها، نحن نولد من جديد مع كل طفل نلده ومن الطبيعي أن تتأثر كتاباتنا.
بنكهة الأمومة والطفولة سيتذوق القارئ طعم القصّ في مجموعة بكاء القرنفل، التي سأطبعها للمرة الثانية هذه السنة عن دار خيال للنشر والترجمة إن شاء الله.

- رأيك بمكانة المرأة اليوم، هل نالت حقوقها، أم أنها ما زالت تعاني وينقصها الكثير؟

 ما زالت المرأة العربية تعاني وما زال التفكير الذكوري يسيطر، ما زالت المرأة تتعرض للعنف الجسدي والنفسي وينقصها الكثير لتنال حقوقها كاملة، في مجتمعات تحكمها النظرة الذكورية المجحفة.

- ما هي رسالتك للقارئ؟

 ما أحوج الوطن إليك عزيزي القارئ النهم، أنت الذي تقتطع جزءا من راتبك المتواضع في هذا السياق الاقتصادي المتعب، لتقتني كتابا أو كتابين، وأنت التي تضعين على رأس قائمة المشتريات الشهرية لبيتك وأطفالك لائحة صغيرة، لكتب تملئين بها وقتك وقصص لأطفالك تربّينهم على مجالستها. بفضلك فقط سنحمي هذا المجتمع من كثير من الانحرافات الفكرية والأخلاقية، فشاب يتربى في بيت يقرأ لن يهرب إلى المخدّر ولا إلى جحيم الشارع، وامرأة تتربى في بيت يقرأ لا بدّ وأن تصنع ثورة على مستوى الفكر وتنجب جيلا قويّا لا تهزمه الظروف، ما أحوج الوطن إليك عزيزي القارئ وما أغناه بك.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19764

العدد 19764

الإثنين 05 ماي 2025
العدد 19763

العدد 19763

الأحد 04 ماي 2025
العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025
العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025