الفنان المسرحي محمد فريمهدي لـ»الشعب»: 

استحداث بكالوريا للفنون مبادرة تستحق التخطيط

حوار: أم الخير. س

من مواليد 21 جويلية 1964 بمعسكر، بدأ مشواره الفني في نهاية السبعينيات تلميذا في الطور المتوسط من التعليم، على خشبة المسرح، تخرج من معهد تقصراين لتكوين الإطارات الشباب، تألق في التمثيل والاخراج المسرحي قبل أن ينتقل إلى السينما والتمثيل التلفزيوني، تألق في عدة أعمال لقيت رواجا ونجاحا على نطاق وطني وعربي، على غرار ظهوره المتميز في مسلسل «الخاوة»، ثم مسلسل «أولاد الحلال» ومسلسل «يما» في أجزائه الثلاثة، فضلا عن دوره في فيلم «هيليوبوليس» فيلم «العربي بن مهيدي»، «العقيد لطفي» و»القلاع السبع» وفيلم «صليحة».
محمد فريمهدي، الفنان الخمسيني الوسيم بملامح اوروبية ونبرة صوت جشة، فتح قلبه لـ»الشعب» في هذا الحوار متحدثا عن بدايته الفنية، ومعضلات الفن والسينما في الجزائر; فضلا عن تعليقه عن استحداث بكالوريا الفنون ..

-  الشعب: هل وجدت صعوبة في الانتقال من خشبة الركح إلى التمثيل السينمائي، وما هو تقييمكم للأعمال السينمائية الجزائرية التي تعرف نوعا من الزخم والانتعاش في السنوات الأخيرة؟
 محمد فريمهدي: طبعا الأداء أمام الكاميرا وعلى خشبة المسرح له تقنيات مختلفة، الأداء المسرحي يُكسب الممثل الادوات والتقنيات الأساسية لفن التمثيل، مع أننا لا نستخدمها أمام الكاميرا; كما يتم استخدامها على الركح.
في البداية كان هناك نوع من الاحتشام والتردد و الصعوبة، لكن الممثل الذي يكون جادا في عمله يجد نفسه في رحلة البحث والدراسة والتعمق في تقنيات التمثيل، كان لابد أن أصل إلى الطريقة المثلى للأداء أمام الكاميرا، وبالتالي أصبح الأمر سهلا إلى حد ما بالنسبة لي، ومع الممارسة أمام الكاميرا يكتسب الفنان هذه الأدوات ويصبح قادرا على التمثيل السينمائي.
في ما يخص الزخم.. لا أرى أن هناك زخم في الإنتاج السينمائي مقارنة مع دول مجاورة، عدد الأفلام المنتجة وطنيا ضئيل جدا إذا ما قارناه مع الدول التي استثمرت في الصناعة السينمائية، صحيح هناك محاولات لمنتجين ومخرجين يملكون رؤية خاصة في صناعة الأفلام غير المكررة والسيناريوهات المقلدة، لكنها تجارب لا تصل إلى الحد الأدنى مما يمكن تقديمه.

- بين كتابة السيناريو والإنتاج السينمائي خيط رفيع يعلق عليه نجاح أي عمل، فكيف تنظر إلى الإمكانيات المالية الممونة للمشاريع السينمائية، مصادرها وما هي سبل الاستثمار من أجل تطوير الإنتاج السينمائي في الجزائر؟
 الانتاج السينمائي في الجزائر لا يكاد يذكر، ومسألة التمويل السينمائي مهمة جدا.. السينما تعتمد على سيناريوهات جادة والسيناريو الجيد يحتاج إلى دعم كبير، نلاحظ أن هناك دول تصرف ميزانيات معتبرة للسيناريو وتهتم بتشكيل ورشات كتابة السيناريو، بل حتى أن القيمة المالية للسيناريو تصل إلى قيمة انتاج فيلم كامل في الجزائر، إذا مسألة التمويل مهمة جدا، السيناريو لوحده بإمكانه أن يكلف ميزانية فيلم بالجزائر، بغض النظر عن الاخراج والانتاج ككل، بداية من التقنيين، الممثلين، مساعدين الاخراج الديكور... كل هذه الأمور تكلف أموالا طائلة، وفي الحقيقة، في الجزائر لا يوجد سياسة واضحة وجادة لتمويل أفلام سينمائية ذات مستوى عال، لابد من سياسة واضحة تقع على عاتق وزارة الثقافة والهيئات المشرفة على الصناعة السينمائية حتى يكون هناك دعم حقيقي للسينما في الجزائر، حيث أن الوضع الحالي لا ينبئ بخير، بما أنه لا يوجد أولوية تعطى لقطاع الصناعة السينمائية للأسف.

- تعتزم وزارة التربية إطلاق تجربة بيداغوجية جديدة تشمل استحداث شعبة للفنون المسرحية والسينمائية، ما هو تعليقكم؟
 استحداث شعبة الفنون المسرحية والسينمائية ـ مبدئيا ـ هو مبادرة رائعة جدا، كنا ننادي بها في السنوات السابقة، لكن السؤال المطروح ماذا بعد استحداث شعبة للفنون المسرحية والسينمائية، هل سيجد حاملي هذه الشهادة أو إطارات المعاهد والجامعات في المجال ايجاد مناصب تليق بمؤهلهم العلمي؟ خصوصا وأننا نعلم أن قطاع السمع البصري والمسرح يعيش نوعا من الفقر في الانتاج والتوزيع، ولا يوجد اهتمام كبير بالسينما، هل ستكون هناك فرص عمل لهؤلاء المتخرجين بعد هذه المبادرة؟ يجب أن نفكر في تكوين حقيقي على المستوى العالي المعاهد والجامعات، ونفكر أيضا في خلق صناعة سينمائية حقيقية وصناعة للمسلسلات الدرامية التي تحقق رواجا ومتابعة على مستوى القنوات الفضائية، كما لابد أن تكون فيه مسارح تشتغل على مدار السنة وتبرمج دورات لعروضها على المستوى الوطني ولم لا على المستوى الدولي، من دون هذا سيكون قرار استحداث شعبة للفنون عبثيا، وحاليا المبادرة قيّمة جدا لكنها تستدعي التفكير المستقبلي في انتاج مسرحي وسينمائي غزير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19763

العدد 19763

الأحد 04 ماي 2025
العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025
العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025