الكاتب علي خليفي في أول لقاء أثيري بالمدية

الـــرياضيات التي تقتــل فينــا الحيــاة مرفوضـــــة

المدية: م.أمين عباس

عزى الكاتب علي خليفي  مؤلف كتاب بعنوان « القاسمون أو القائمون على  الصفر» المنشور عام 2014 ، ابن مدينة قصر البخاري بالمدية، عشية أول أمس في  لقاء أثيري على  هامش يوميات قراءة في احتفال، عدم تفاعل نخبة وزبدة هذه البلدة مع ما يحدث من حراك بالولاية وبالوطن ككل لوجود تفسخ ملحوظ وغياب مسألة الترشيد المستمر للقيم الإجتماعية و الآداب بالعالم العربي برمته ، مبررا ذلك في جلسة نقاش لكتابه الصادر في نحو 80 صفحة، بقبول هذه النخبة للهوان وسقوطها تحت طائلة التهميش بهذه البلدة العريقة وبعض البلدان، مما اضطرها للتراجع غير المبرر لكونها نسيت أنها  مطالبة بالتضحية على اعتبار أنه بدون ذلك لا يمكن أن نصل إلى الرسالة والهدف المنشود .
وفيما أبدى كاتبنا إحساسا كبيرا لمضمون هذه اللفتة المقترحة  من طرف إذاعة  المدية و محافظة مهرجان قراءة في احتفال ،  لم يتأخر في الإجابة عن جملة الأسئلة والأفكار التي تبعت عرضه  الخاص بكتابه ، مؤكدا بأنه « لما نتكلم  عن المدارس والمؤسسات  الإجتماعية التي تجد نفسها في قفص الإتهام بسبب انحلال المجمتع و محدودية المقروئية .. فإننا نجد أنفسنا ملزمين بالتذكير بأن مثل هذه المؤسسات من توكل  لها مهمة صناعة الأنفس البشرية ، وهو الأمر الذي يجلعنا أمام حتمية  الرجوع والعودة  إلى  « الأستاذ» حتى يكون  له تصوره  الخاص بين الجمع بين الدارين وكذا معتقده في بناء المجمتع، منبها بأن العلم  هو كالعجينة والأدب  هو أشبه بالنار ، لكن نحن كما قال « لمّا نتناول الآداب بمختلف جوانبها يقتصر نظرنا على بعضها «، ما جرنا للفوضى  العارمة، مبرزا أهمية الأدب  لكونه يعمل على تنظيم مشاعر الناس وينمي فيهم إنسانية البشر، وبدونه أصبحنا فيما  نحن عليه ، بدليل أن الكل بات اليوم يلهث وراء الخبز دون الإنتاج والإبداع الفكري حتى صرنا أشبه بالحيوان .
     وفي إجابته على تساؤل لأحد مفتشي الطور الإكمالي بشأن تدني المقروئية  رغم كل ما وفّرته  وزارة التربية، ربط الأستاذ خليفي العملية التربوية بمشلكة الجري  وراء لقمة العيش من منطلق  أن هؤلاء أفهمونا بذلك، ما جعلنا ننساق وراء مآرب الرأسمالية الخطيرة ، وهو ما جعل من جهة أخرى هذه المقروئية في بلادنا ضمن آخر الأولويات على اعتبار أن هذه الرأسمالية  ما تزال تطرح علينا إلى اليوم مشكلة ماذا نريد إنتاجه .. وما هو الأمر الذي يجب أن نتمتع به ؟ ، مقدما توضيحاته بأن أجزاء الرياضيات التي شملها كتابه  هي من قبيل الإستدلال لا غير على افتراض أنها مجموعة من العلاقات  وليست أرقاما .. وعلى أساس أن  توظيفها كان بهدف صنع العلاقات ، منتقدا أولئك الذين أوهمونا بأن هذه العلاقات هي مبعثرة  وليس بإمكاننا أن نخرج بقاعدة معينة ، و لأنه في شق آخر فإن التجربة يجب أن  يقابلها  استحضار لكل الأدوات  والوسائل ، مشيرا في سياق إجابته  بأننا»  نحن  أمة  إسلام .. ونحن نعيش الرأسمالية .. وأن لغة الكتاب معناها تلك العلاقات التي تعلمنا بها الرياضيات .. كما أن البحث أمر قائم بذاته دون الأخذ بديانات البشر لأن  الرياضيات هي أداة وليست حياة».
    نعت هذا المؤلف  آلة الكومبيوتر  في زاوية  أخرى بأنها أداة علم لكنها غبية لكونها منقوصة من الوعي ، كما أن طلب العلم يجب أن يكون مربوطا بالإنسانية بما يتطلب منا أن نحترم الله داخل المخابر ، معترفا في هذه السانحة أمام الحضور من إطارات المحافظة ومهتمين بأنه قد وجد صعوبة في اختيار عنوان هذا المؤلف ، كما أن هناك كتابا لديهم صعوبات في تحديد العلاقات ، مختتما قوله بأن مشيئة الإنسان قائمة على مشيئة الله ، إلى جانب أنه  قد أجبر على وضع هذه العلاقات  للمّ شتات  بعض من الأفكار ، رافضا تلك الرياضيات  التي تقتل فينا  الحياة ، جازما بأنه لا يمكن أن نقضي على الإختلافات  والتصادمات البشرية التي تحصل يوميا في حياتنا على  أساس أن التنوع هو نعمة في الحياة .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024