يشهد المشهد الثقافي والفني بولاية سكيكدة خلال شهر رمضان الكريم حراكًا مميزًا، حيث تتنوّع الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى إحياء التراث الثقافي والفني للمنطقة، وإضفاء أجواء روحانية على ليالي الشهر الفضيل، تعكس حرص الجهات المعنية على توفير بيئة ثقافية وفنية مناسبة للمواطنين.
تنظم خلال هذا الشهر الفضيل، سهرات فنية وثقافية وفكرية ومسرحية متنوّعة عبر كافة الفضاءات والمؤسّسات الثقافية والفنية عبر ربوع الولاية، وتشكل هذه الأمسيات لوحة فسيفسائية من الإبداع، ينشطها مجموعة من الفنانين المبدعين، سواء من داخل الولاية أو من خارجها، قدموا فسحةً فنيةً تلبي أذواق جميع الفئات، وكانت بحق جسرا للتواصل الاجتماعي والثقافي.
فقد احتضنت، دار الثقافة محمد سراج، الطبعة 14 لليالي الانشاد والمديح، لجمعية المنار الفنية الثقافية، حيث تداول على السهرات الفنية العديد من الأسماء المعروفة في الانشاد والمديح الديني، كالتي أحياها المنشد حمزة زدام من ولاية قسنطينة رفقة فرقة المنار للإنشاد، قدموا خلالها أغنية خاصة داعمة لشعب غزّة الأبي تزامنا مع تجدّد العدوان الصهيوني على القطاع..كما تخللت السهرة قراءات شعرية للشاعرة هادف مفيدة، وقدم “فوج الفتح المبين للكشافة الاسلامية الجزائرية” أنشودة دينية خاصة بالمناسبة.
وبالمقابل، احتضنت دار الثقافة عروضا مسرحية من بينها، عرض “ذات”، والذي قدمته جمعية براعم الفن الثقافية من سكيكدة، التي شدت إليها الجمهور المحب للفن المسرحي، بالإضافة إلى سهرات الفن الأصيل قضاها محبو الطابع الشعبي بدار الثقافة مع الفنان الشعبي كمال زيات من سكيكدة وتوفيق عون من الجزائر العاصمة والجوق الموسيقي بقيادة الفنان بن سلامة عبد الله، حيث أمتع الفنانان الجمهور الحاضر بقصائد راقية تحمل في طياتها قصصا متنوعة مليئة بالحكم والعبر.
وتتواصل بقصر الثقافة والفنون مالك شبل، فعاليات التظاهرة الثقافية والفنية “ليالي رمضان”، أراد من خلالها المنظّمون أن تعطي دفعا للفعل الثقافي الهادف بسكيكدة على غرار قطاعات أخرى، وتنوّعت الحفلات الفنية بين الشعبي والمألوف لإرضاء الجمهور السكيكدي، حيث تضم كوكبة من ألمع الأسماء من نجوم الطرب الأصيل وطنيا ومحليا، على غرار حسين بوروبة ومصطفى بن عطا الله من ولاية سكيكدة، أحمد شكاط والفنان كمال بناني من ولاية عنابة، إضافة إلى الفنان جلواجي عبد الحميد من ولاية سكيكدة، مقداد ناصر من الجزائر العاصمة والفنان القدير ديب العياشي من ولاية عناية، والفنان المتألق ندير بولبراشن ابن مدينة سكيكدة..فقصر الثقافة، خصّص طيلة ليالي الشهر سهرات فنية ثرية لتلبية رغبات الجمهور، أين استمتع الحضور بالتنوع الفني من مألوف وشعبي.
كما تميّزت فعّاليات ليالي رمضان في طبعتها للسّنة الجارية، بتقديم باقة متنوّعة من أغاني المألوف والحوزي، حيث تستمر السّهرات الرّمضانية إلى منتصف الليل.
ومن جانبه، كان للمسرح الجهوي، برنامجا مميّزًا لسهرات رمضان، يجمع بين الفن، الإبداع، أمسيات موسيقية ومسرحيات فكاهية تناسب أجواء رمضان، على غرار الحفل الفني في طابع المالوف أحياه الفنان سقني محمد عبد الرشيد، تقديم عرض مسرحي “ذات” من إنتاج جمعية براعم الفن، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إلى جانب العرض المسرحي “تخريف ثنائي” من إنتاج جمعية البسمة الثقافية، وأمسية أخرى مليئة بالمرح والضحك والابداع مع العرض المسرحي “تيك تيكو” من إنتاج تعاونية كانفا المسرحية وجمعية الشعاع الثقافي، إضافة إلى الحفل الفني في الطابع الأندلسي من تقديم جمعية نسيم الصباح شرشال.
