يتواصل إلى غاية 31 ماي الجاري برواق “فن وذاكرة” بالجزائر العاصمة، معرض جماعي للفنون التشكيلية، تنظمه جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع الرواق، تخليداً لليوم الوطني للذاكرة، وتكريما للفنان والمصمم الراحل محمد لزرق، أحد أبرز من أسهموا في رسم الهوية البصرية للمؤسسات الوطنية بعد الاستقلال.
يشارك في هذا المعرض كوكبة من الفنانين التشكيليين من مختلف الأجيال، قدّموا أعمالا تشكيلية تعبّر عن الوفاء لذاكرة محمد لزرق، الذي ارتبط اسمه بابتكار شعارات خالدة في الذاكرة الوطنية، أبرزها شعار الاتحاد العام للعمال الجزائريين (UGTA) وشركة الخطوط الجوية الجزائرية.
لوحـات تعيـــــد قـــراءة الـتراث
جاء المعرض تحت شعار “الفن في خدمة الذاكرة الوطنية”، وهو عنوان يعكس روح الأعمال المعروضة التي استلهمت رمزية لزرق وعمق رؤيته الفنية. لوحات تعبيرية، تجريدية، وخطية تفاعلت مع رموز الهوية واللغة والتاريخ، بأساليب مختلفة تبرز تنوع المشهد التشكيلي الجزائري.
الفنانون المشاركون حاولوا من خلال أعمالهم إعادة قراءة المسار الفني لهذا المبدع، الذي لم يكن مجرد مصمم شعارات، بل فناناً جمع بين الحس الجمالي والالتزام الوطني، حيث استخدم الحرف والصورة كلغة للمقاومة والتعبير عن الذات الجماعية.
تكـريم ووفاء
يمثل هذا المعرض وقفة وفاء لرجل طبع الذاكرة الوطنية بتصاميمه، التي لا تزال تزيّن الفضاء العام والمؤسسات. وقد أكّد منظمو التظاهرة أن هذا التكريم لا يهدف فقط إلى التذكير بإرث محمد لزرق، بل إلى إعادة إدماج أعماله في المشهد الثقافي المعاصر، عبر تحفيز الوعي الفني بأهمية التوثيق والحفاظ على الذاكرة البصرية الوطنية.
للإشارة، المعرض متواصل إلى غاية 31 ماي، ويشكل هذا الحدث الفني دعوة مفتوحة للزوار، من محبي الفن والباحثين والطلبة، لاكتشاف جوانب من مسار أحد أعلام التصميم في الجزائر، من خلال نظرة فنية معاصرة تعبّر عن التقدير والامتنان.