دور المتاحف في الترويج للسياحة لا يزال محدودًا نسبيًا
يؤكد بلقاسم بن شرودة أن المتاحف تلعب دورًا محوريًا في تفعيل السياحة الثقافية، من خلال ما تقوم به من حفظ وعرض التراث بشقيه الثقافي والتاريخي، وتقديمه بأسلوب علمي وجمالي، مما يثير اهتمام الزوار المحليين والأجانب، ناهيك يقول عن دوره في “التثقيف والتوعية من خلال المعارض الدائمة والمؤقتة والأنشطة التعليمية، وتعريف الزائرين بالحضارات والمراحل التاريخية المختلفة، مما يؤدي إلى جذب السياح النوعيين لكون السياحة الثقافية تستهدف جمهورًا مهتمًا بالثقافة والمعرفة، وهو ما يتوفر في برامج وأنشطة المتاحف”.
يرى مدير القسم الإقليمي ذو الطابع العلمي، بالديوان الوطني للحظيرة الثقافية الأهقار، بعاصمة التديكلت بلقاسم بن شرودة، في حديثه لـ«الشعب” أنه رغم امتلاك الجزائر لموروث حضاري وتاريخي غني ومتنوّع، فإن دور المتاحف في الترويج للسياحة لا يزال محدودًا نسبيًا، بسبب قلة الترويج الإعلامي للمتاحف الجزائرية التي لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، وضعف الربط مع وكالات السياحة، أين لا يتم استغلال المتاحف بشكل كافٍ في البرامج السياحية التي تقدمها وكالات السفر والسياحة، ويضيف “مع ذلك هناك العديد من النماذج المشجعة من المتاحف التي يمكن أن تلعب دورًا هامًا في الترويج للسياحة، على غرار المتحف الوطني للآثار والفنون الإسلامية، الذي يضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الإسلامية والآثار القديمة، و متحف باردو بالعاصمة، ومتحف تيمقاد والمنيعة، وكذا الحظائر الثقافية التي تعد متحفا مفتوحا على الهواء”.
في السياق، أكد المتحدث على أهمية المتاحف لكونها ركيزة أساسية في بناء هوية ثقافية وسياحية متكاملة، وذلك من خلال تفعيل أدوارها بشكل عصري ومدروس، مما يمكن الجزائر لتصبح وجهة متميزة في مجال السياحة الثقافية، بما يتماشى مع ما تزخر به من تراث وتاريخ غني ومتنوع، خاصة يقول بلقاسم بن شرودة “إذا تم العمل على تفعيل دور المتاحف كأحد عناصر الجذب السياحي والنهوض به، من خلال تحديث أساليب العرض، استخدام التكنولوجيا الحديثة (الواقع الافتراضي، الشاشات التفاعلية، التطبيقات الرقمية)، لتقديم محتوى جذاب وتفاعلي، والتسويق الثقافي والسياحي، بإطلاق حملات إعلامية وترويجية محلية ودولية تُبرز غنى وتنوع المتاحف الجزائرية”، ليضيف “وكذا دمج المتاحف في البرامج السياحية، من خلال التعاون مع وكالات السفر لتضمين زيارات المتاحف في الجولات السياحية، مع تنظيم فعاليات ومعارض مؤقتة، كإقامة تظاهرات ثقافية دورية داخل المتاحف تجذب فئات مختلفة من الزوار، وكذا تحسين البنية التحتية والخدمات، كتوفير مراكز إرشاد، أدلّاء سياحيين، كتيّبات متعددة اللغات، محلات بيع تذكارات، ومقاهي داخل المتاحف”.
كما أكد المتحدث في نفس الصدد، على أهمية إحداث الشراكة مع مؤسسات تعليمية وثقافية، لتنظيم زيارات مدرسية وجامعية، وعقد اتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات الثقافية لتشجيع البحث والتوثيق، والعمل على التكامل مع المسارات السياحية، الذي يمكن المتاحف أن تكون جزءًا من المسارات السياحية المتكاملة، إلى جانب المواقع الأثرية والمعالم التاريخية.