عاش هوّاة الفن الرابع الأحداث المشوّقة للعرض المسرحي الثوري، الذي احتضنته قاعة العروض لدار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس بعنوان “الكتيبة 48” للمخرج والكاتب ابراهيم نفناف، إنتاج الجمعية الثقافية “الجدار للمسرح والسينما”، وذلك تزامنا وإحياء اليوم الوطني للطالب 19 ماي، الذي شهد تنظيم عدة أنشطة مماثلة لإبراز دور وإسهامات الطلبة الجزائريين في دعم الثورة التحريرية.
شهدت مناسبة إحياء اليوم الوطني للطالب تنظيم عدة أنشطة ثقافية وفنية ومسابقات فكرية لفائدة التلاميذ، تمحورت في مجملها حول أهمية الحدث التاريخي، والعمل على إبراز مساهمة الطلبة المنضوين تحت لواء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، الذي تأسّس في باريس سنة 1955 ودوره في النضال الوطني، قبل اقتحام الكفاح المسلح واتخاذ القرار التاريخي سنة 1956 بترك مقاعد الدراسة والالتحاق بالجبال لدعم ثورة التحرير، وإعطائها نفسا جديدا بإطارات وقيادات شابة ومثقفة تحمّلت لاحقا مسؤولية قيادة الثورة إلى برّ الأمان ومحطة الاستقلال.
ومن ضمن هذه الفعاليات الثقافية والفنية التي واكبت يوم الطالب ببومرداس، احتضنت قاعة العروض لدار الثقافة رشيد ميموني عرضا مسرحيا بعنوان “الكتيبة 48” للكاتب والمخرج ابراهيم نفناف، أداء كل من عبد الوهاب سليم شندري وسعيدي بوسعد في دور فني حمل الكثير من الرمزية التاريخية، محاولا تسليط الضوء على مرحلة هامة ومفصلية في تاريخ النضال الوطني.
وقد حاول المخرج الجمع بين القالب الفكاهي والتراجيديا في بناء الحوار المسرحي المليء بالمشاعر المختلطة ما بين معاناة ومأسي الجزائريين المجندين في الجيش الفرنسي بقوة، للمشاركة في الحرب العالمية الثانية ضد النازية، وبين آمال التحرر والانعتاق من نير الاستعمار، وتعلقا بالوعود الكاذبة والخائبة للاستعمار الذي عاد في النهاية وتنكّر لأقواله، ومباغتة المتظاهرين السلميين بارتكاب مجازر رهيبة بتاريخ 8 ماي 1945.
كما تزامنت المناسبة أيضا بتنظيم جملة من النشاطات والمعارض التي ختمت البرنامج المسطر طيلة شهر التراث، التي عرفت تقديم عدد من المداخلات نشّطها أساتذة وباحثون مختصون في علم الاثار والتراث، وأنشطة أخرى لفائدة الأطفال بتنظيم ورشة في مجال الرسم تحاكي طرق الوقاية من الآفات السلبية والاجتماعية، كالاستعمال السيء لشبكة الانترنت، وآفة المخدرات التي تغزو فئة الشباب والمراهقين، بمشاركة الأولياء باعتبارهم عاملا مهما وحلقة أساسية في إنجاح مثل هذه الحملات، الهادفة لحماية هذه الفئة من مختلف الأخطار المحدقة بهم، إلى جانب تنظيم أمسيات شعرية ووصلات في الطابع الأندلسي والبدوي.