حطّت القافلة الوطنية لإبراز مواقع التراث العالمي في الجزائر وتشجيع السياحة الداخلية، التي ينظمها المجلس الأعلى للشباب، رحالها بمدينة قسنطينة، في محطة جديدة من جولتها الوطنية التي انطلقت من تمنراست، وتمر عبر عدة ولايات بهدف إشراك الشباب في صناعة مستقبل السياحة الوطنية.
احتضنت دار الثقافة مالك حداد فعاليات هذه التظاهرة الشبانية، التي تهدف إلى تعزيز دور الشباب في رسم استراتيجيات سياحية مستدامة، تعكس الخصوصيات المحلية للولايات وتستثمر في الطاقات الإبداعية للشباب، لا سيما في مجالات الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى السياحي.
وفي تصريح لـ “الشعب”، قال سفيان دريسي، عضو اللجنة المنظمة وممثل المجلس الأعلى للشباب “نحن نؤمن بأنّ السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل رافد ثقافي واجتماعي يعكس هوية الوطن. من خلال هذه القافلة، نمنح للشباب الفرصة ليكونوا سفراء لتراثهم المحلي، ومهندسي مستقبل السياحة الجزائرية”.
وتضمّن برنامج القافلة في قسنطينة تنظيم ورشات تفاعلية لفائدة طلبة الجامعات والمعاهد السياحية، إلى جانب صنّاع المحتوى والمؤثرين في مجال الترويج السياحي. كما تمّت برمجة زيارات ميدانية إلى معالم تاريخية ومواقع طبيعية ذات طابع جيولوجي، لتقريب المشاركين من التراث المادي واللامادي للمنطقة.
وقد عبّرت أمينة - ب، طالبة في معهد السياحة والفندقة ومشاركة في الورشات، عن إعجابها بالمبادرة قائلة: “هذه أول مرة أشارك في نشاط وطني بهذا الحجم، اكتشفت جوانب جديدة من مدينتي قسنطينة، وتعلّمت كيف يمكن للسياحة أن تكون مشروعًا جماعيًا ينطلق من فكرة بسيطة ومحتوى إبداعي”.
القافلة التي يشارك فيها 450 شابًا وشابة من مختلف ولايات الوطن، تواصل جولتها عبر سطيف ثم تيزي وزو، مستغانم وتيبازة، قبل أن تختتم مسارها في الجزائر العاصمة، حيث سيتم عرض نتائج الورشات والتوصيات النهائية التي ستشكل قاعدة لمقترحات سياسات عمومية في مجال السياحة الشبانية.
ويأمل القائمون على المبادرة أن تفتح هذه القافلة آفاقًا جديدة أمام الشباب الجزائري للانخراط في مشاريع ذات طابع سياحي مستدام، وتفعيل دورهم كمحرك حيوي في الاقتصاد الوطني من بوابة التراث والموروث الثقافي.