يتواصل معرض الصور الفوتوغرافية الموسوم بـ«الوعدة” للفنان والمصمم جمال مطاري بالجزائر العاصمة بعرض مجموعة ثرية من الصور المخصصة لفن الفنتازيا، الذي يعد أحد الطقوس الاحتفالية العريقة التي توارثتها الأجيال، وكذا لأجواء احتفالية “الوعدة” التقليدية، ضمن رؤية فنية إبداعية مميزة.
ويضم هذا المعرض الذي تنظمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدار عبد اللطيف إلى غاية 31 ماي، أزيد من 40 صورة فوتوغرافية بأحجام مختلفة، يرصد من خلالها الفنان بعدسته فن الفانتازيا واستعراضات الفروسية التي تقام خلال مناسبات الاحتفالات الشعبية “الوعدة”، التي يلتقي فيها الخيالة والمتفرج في انسجام تام مع العرض والمتابعة.
ومن خلال هذه الصور، يستعرض الفنان أبرز لحظات مواسم “الوعدة” باعتبارها أحد مكونات الثقافة الجزائرية وطقوسها التراثية التي تعكس الموروث المادي واللامادي الذي تختزنه الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري.
ويرصد الفنان بدقة عالية مختلف تفاصيل زي الفارس التقليدي الجزائري وفنون الممارسة التقليدية للفروسية المتميزة، بعروض يؤديها فرسان تعكس مدى شغفهم وتشبتهم بهذا التراث الأصيل، مبرزا رقصات الجياد المصاحبة لطلقات البارود المدوية والغبار المتطاير من حوافر الجياد في ساحة السباق التي تشكل جزءا هاما من العرض الذي يقدم في هذا الفن الأصيل.
كما تبرز الصور الفوتوغرافية جماليات وتنوع الطابع العمراني وهندسة الزوايا الثرية بعناصرها ومعمارها المختلف ذي التأثيرات العربية الإسلامية والإفريقية والمتوسطية التي تعد بنايات تقليدية مكيفة مع مناخ كل منطقة.
وفي هذا الإطار، أشارت رئيسة مصلحة الفنون البصرية والتراث بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، مريم آيت الحارة، لـ«واج”، أن هذا المعرض “شهادة حية عن تنوع عناصر التراث الجزائري، كما يعكس شغف واهتمام الفنان المصور جمال مطاري بالتراث الجزائري والحفاظ عليه، وحرصه على زيارة مختلف هذه الاحتفالات التقليدية الشعبية وتوثيقها عبر الصور، لينقلها بكل عفوية كعنصر مهم من الذاكرة الحية وإيصالها إلى الجيل الجديد”.
