أُسدل الستار على فعاليات المهرجان الثقافي لأدب وسينما المرأة في طبعته الثامنة بولاية سعيدة، وسط أجواء فنية وثقافية مفعمة بروح الإبداع والتنوع، احتفاء بإبداعات المرأة في مجال الفن السابع. تميزت هذه الطبعة بمشاركة واسعة ومساهمات نوعية، عبرت عن ثراء التجربة النسوية في هذا المجال.
عادت جائزة “الخلخال الذهبي” لأفضل فيلم روائي طويل، للعمل السينمائي “أرض الانتقام” للمخرج أنيس جعاد، الذي قدم رؤية جريئة وواقعية لقضايا المرأة في المجتمع، من خلال معالجة درامية قوية ومؤثرة لواقعها وتطلعاتها، ما جعله ينال استحسان لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء.
ويروي هذا العمل السينمائي قصة “جمال” رجل يحاول بصعوبة الاندماج في الحياة الاجتماعية بعد خروجه من السجن، حيث يظهر فيه جمال كشخصية عنيدة تكتم بداخلها غضبا شديدا ورغبة في الانتقام، واسترجاع ما سلب منه بعد وقوعه ضحية استغلال وخيانة ثقة، من قبل أشخاص تسببوا في إفلاسه، على غرار رئيسه في العمل وزوجته التي تخلت عنه وحرمته من ماله ولقاء ابنه الوحيد.
ويقرر “جمال” العودة إلى مسقط رأسه بقريته الصغيرة، حيث يحاول استصلاح إحدى القطع الأرضية لكنه يصطدم بصعوبات يكتشف لاحقا أنها كانت مقصودة، بسبب خلاف قديم بين العائلات يدفعه إلى إعادة النظر في مشروعه.
كما شهد المهرجان تتويج الكاتبة حطاب هاجر نور الهدى بجائزة الرواية القصيرة عن عملها الأدبي الموسوم بـ«أجنحة الرماد”، لما يحمله من عمق إنساني ولمسة سردية متميزة جسدت معاناة الذات وهموم الواقع بأسلوب رشيق ومؤثر. جاء هذا التتويج اعترافا بموهبة واعدة تسير بخطى ثابتة نحو الريادة في عالم الكتابة الأدبية.
وتميزت الأمسية الختامية بتكريم عدد من الوجوه الفنية والثقافية التي ساهمت بإبداعاتها في إثراء الساحة الوطنية، وذلك في لمسة وفاء وتقدير لمن أخلصوا للفن والثقافة، وأسهموا في النهوض بالوعي الجمالي والإنساني.
وفي ختام التظاهرة، عبر مدير الثقافة لولاية سعيدة كريم بوعرفة عن سعادته بنجاح هذه الدورة، مؤكدا أن المهرجان كان احتفالا حقيقيا بالفن والإبداع النسوي، وقال “ها نحن اليوم نصل إلى ختام رحلتنا السينمائية لهذا العام بعد أيام حافلة بالعطاء والإلهام. نعد جمهورنا بلقاء متجدد في الطبعة القادمة، على أمل أن نحمل معنا مزيدا من الحب للفن والثقافة.”
يمثل هذا المهرجان محطة سنوية هامة تعكس الديناميكية الثقافية في ولاية سعيدة، وتفتح آفاقا جديدة أمام الأصوات النسائية المبدعة، التي تستحق المزيد من الدعم والاهتمام لترسيخ حضورها الفاعل في المشهد الثقافي الوطني.