يرى الأستاذ “بركان أحمد هيثم” في حديثه لـ«الشعب”، أن الذكاء الاصطناعي أضحى جزءا من حياتنا اليومية وشريكا فعالا في شتى المجالات، لا سيما الدور الكبير الذي تلعبه البرمجيات في اتخاذ قرارات مبنية على رؤية استشرافية تستند ـ حسبه - على معلومات دقيقة وصحيحة توفرها برامج الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل ما يعيشه العالم اليوم من تغيرات وتحولات جيوستراتيجية.
وأشار المختص في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، إلى الدور البارز الذي تكتسيه برامج الذكاء الاصطناعي في إيجاد حلول لبعض المشاكل الاجتماعية، والقدرة على تجاوزها من خلال ما توفره (هذه البرامج) في الرفع من قدرات وكفاءة المعلمين والمتعلمين على حد سواء، وما تتيحه من إمكانية الوصول إلى المعلومة بصورة سريعة ودقيقة، فضلا عن ما توفره من قدرات على التكيف مع مختلف الفئات العمرية، حيث تراعى فيها المتغيرات الاستيعابية للطالب والتلميذ على حد سواء.
متحدثا، في ذات السياق، عن تحديات مطروحة تشغل بال الإنسان اليوم، مرتبطة بمدى درجة وعي الإنسان ببرامج الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الاعتقاد بأنه سيعوض الإنسان في الحياة اليومية محض تكهنات، يقول: “كون أن أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم لا ترقى إلى أن تعوض الإنسان سوى بنسبة 20 بالمائة، أما النسبة المتبقية من التكنولوجيا فمرتبطة بإبداعات الإنسان”، مستشهدا بسياسات التوظيف التي تقوم عليها كبرى شركات إنتاج الذكاء الاصطناعي في العالم اليوم، والتي تنتهج، في نظره، معايير انتقائية مرتبطة بمدى إتقان الإنسان لبرامج الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف وشغل المناصب وبلوغ الترقيات، وقدرته على الإبداع، خاصة في الأعمال المكملة التي تتطلب صبرا ودقة وسرعة في الأداء، مثل التصميم والمعلوماتية والأنظمة الالكترونية وغيرها من الأعمال والمشاريع التي تتطلب تكرارا وتدقيقا.
كما نوّه، في الختام، بقوة التكنولوجيا وأهمية التحكم في برامج الذكاء الاصطناعي باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة تحديات التبعية والاستعمار الحديث، لاسيما يقول “وأن الجزائر تمتلك كفاءات عالمية لها القدرة على إنتاج وتصميم برامج جزائرية مستقلة على الهيمنة الأجنبية، تساعد الدولة في زيادة قدرتها التنبئية والاستشرافية ضد التهديدات المحتملة والمطروحة في مجال الأمن الغذائي والأمن البيئي وغيرها..