آليـات قانونية تــوازن بين تشجـيــع الابتكـار وحمايـة الملكيـة الفكريــة
تجـريم كافـة أشكــال السّرقـة والاخـتراق والتّزويــر والقرصـنة
لم تدّخر الدولة الجزائرية جهدا في حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدعين والمخترعين، في إطار تعزيز الابتكار وحماية الأعمال الابداعية في الجزائر، حيث سنّت قوانين صارمة وواضحة تهدف إلى ضمان حقوق المبدعين والمبتكرين وحماية الأعمال الأدبية والفنية، من السرقة وردع كل ما من شأنه أن يمس بالحقوق المادية والمعنوية لصاحب المؤلف أو المخترع، ومنع استخدام المصنف دون إذنه.
ولأنّ العالم يعيش اليوم ثورة تكنولوجية مذهلة، والتي تلقي بظلالها على مختلف مناحي الحياة، فإنّ الملكية الفكرية ليست بمنأى عن مساوئ أو محاسن هذه الثورة، حيث تتأثّر بدورها بالتكنولوجيا الحديثة، ما يجعلها عرضة للاعتداءات والسرقة وفي مواجهة تحديات جديدة، خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، ما يتطلّب جهودا مضاعفة لخلق بيئة تتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، تدعم المشاريع والابتكارات والبحوث، وتجذب المبدعين وتوفر أفضل حماية لحقوقهم.
هذه التحولات الحديثة التي يشهدها العالم، بحاجة اليوم إلى مواصلة البحث عن الطرق المناسبة والكفيلة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وحماية كل مصنف رقمي من السرقة. وفي هذا الصدد يرى أهل الاختصاص أن هذا التحول الرقمي يقابله جملة من التحديات المعقدة، أبرزها تفشي ظاهرة القرصنة وسهولة نسخ وتداول المحتوى عبر المنصات الرقمية، ولمواجهة هذا المشكل ـ حسبهم ـ لابد من تشريعات خاصة تشمل تجريم كافة أشكال السرقة والاختراق والتزوير والقرصنة، وإشاعة ثقافة حماية الحقوق ونشر الوعي بأهمية المحافظة عليها وحمايتها.