الدكتورة سمـيرة قنـون لــ «الشعب»: 

ضمان حقـوق الباحث والمبـدع ضـرورة لبناء اقتصـاد المعرفة

فاطمة الوحش

 أكّدت الدكتورة سميرة قنون، أن الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي فرضا تحديات غير مسبوقة على حماية حقوق المؤلف والمبدع، حيث لم يعد الخطر مقتصرا على سرقة مخطوطة أو طبع كتاب دون إذن، بل أصبح في مواجهة فضاء مفتوح يتسابق فيه الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بسرعة جنونية، تاركة القوانين خلفها تلهث.

وأوضحت سميرة قنون في تصريح لـ «الشعب»، أنّ أبرز التحديات التي تهدد الملكية الفكرية اليوم تتمثل في القرصنة الرقمية، إذ صار نسخ الكتب والأبحاث والموسيقى والبرمجيات وتداولها أمرا سهلا بكبسة زر عبر منصات يصعب تتبعها، إضافة إلى التشويش على مفهوم الملكية بعدما صار كل ما يُنشر على الإنترنت يُنظر إليه كأنه ملكية عامة متاحة للجميع. كما لفتت المتحدثة، إلى أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح قادرا على كتابة رواية أو رسم لوحة أو إنتاج موسيقى، وهو ما يطرح سؤالا حادا حول المالك الحقيقي للعمل: الإنسان أم الآلة؟ أما القوانين ـ تضيف سميرة قنون ـ فهي تتحرك ببطء شديد أمام سرعة التحولات الرقمية، مما يجعلها متقادمة وعاجزة عن ضبط الواقع الجديد.
وشدّدت الدكتورة قنون، على أن المؤسسات المعنية بحماية الملكية الفكرية «لا يمكنها أن تكتفي بالقوانين الورقية»، بل عليها دخول الميدان الرقمي بخطوات عملية، تبدأ من تحديث النصوص القانونية بشكل دوري، ووضع معايير واضحة للتمييز بين إنتاج الإنسان وإنتاج الذكاء الاصطناعي، فضلا عن اعتماد حلول تقنية مثل العلامات المائية الرقمية وتقنيات «البلوكشين» لتوثيق الأعمال، مشيرة إلى أن «القرصنة لا تعترف بالحدود»، ودعت إلى تعزيز التعاون الدولي، ونشر الوعي المجتمعي بحقوق الملكية حتى لا تبقى القوانين حبرا على ورق.وعن الوضع في الجزائر، أشارت سميرة قنون إلى أنّ البلاد تملك قوانين لحماية المؤلف، لكنها وُضعت في زمن لم يعرف الذكاء الاصطناعي ولا الانفتاح الرقمي.
وقالت إن الواقع الحالي يكشف عن ضعف واضح في المراقبة الرقمية يجعل سرقة المحتوى أمرا شائعا، إضافة إلى غياب نصوص تشريعية تخص المحتوى الرقمي، ما يترك فراغا قانونيا يستغله البعض، مؤكدة «الحاجة الماسة إلى التحديث والتطوير»، خاصة مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التي تسمح لأي شخص بإنتاج نصوص أو صور يصعب التحقق من أصلها.واختتمت قنون بالتأكيد على أن التحولات التكنولوجية وضعت الملكية الفكرية أمام امتحان صعب: «إما أن تواكب وتجد حلولا مبتكرة لحماية المبدعين، أو تترك الفضاء الرقمي ساحة مفتوحة للسرقة والتلاعب». وأضافت أن التحدي في الجزائر أكبر، لأنّ بناء اقتصاد معرفي متين لن يتحقق إلا إذا شعر الباحث والمبدع بالاطمئنان إلى أن جهده لن يُسرق بضغطة زر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19865

العدد 19865

الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
العدد 19864

العدد 19864

الإثنين 01 سبتمبر 2025
العدد 19863

العدد 19863

الأحد 31 أوث 2025
العدد 19862

العدد 19862

السبت 30 أوث 2025