في كتابهـا الجديد «تشيـيء الإنسان وأزمـة القيم»

خــوذري تدرس التّحوّلات الأخلاقية في عالمنــا المعاصـر

أسامة إفراح

 في كتابها «تشييء الإنسان وأزمة القيم: دراسة في التحولات الأخلاقية المعاصرة»، الصادر حديثا عن دار «إيلياء» للنشر، تنطلق الدكتورة سمية خوذري من سؤال فلسفي حول الأسباب التي تجعل الإنسان يُختزل في أداة. وتحاول خوذري، في هذا العمل، تفكيك مظاهر التشييء الأخلاقي والرقمي والاجتماعي، من خلال قراءة فلسفية لآليات هذا التحول وتجلياته في الحياة اليومية، في عالم تستبدل فيه القيم بالمنافع والذوات بالأدوار.

 صدر حديثا، عن دار «إيلياء» للنشر والتوزيع، كتاب «تشييء الإنسان وأزمة القيم: دراسة في التحولات الأخلاقية المعاصرة» للدكتورة سمية خوذري.
يمكن القول إن هذا الكتاب ينتمي إلى الفلسفة النقدية المعاصرة، ويطمح إلى تقديم موقف فكري مقاوم لزمن الاستعمال والاختزال دفاعا عن إنسانية مهددة بالصمت الأخلاقي.
ينطلق هذا الكتاب من سؤال فلسفي مركزي: ما الذي يجعل الإنسان يُختزل في أداة؟ في عالم تستبدل فيه القيم بالمنافع والذوات بالأدوار، يتناول هذا العمل تفكيك مظاهر التشييء الأخلاقي والرقمي والاجتماعي من خلال قراءة فلسفية لآليات هذا التحول وتجلياته في الحياة اليومية.
ويتوزّع الكتاب على أربعة فصول تبدأ بتأصيل المفهوم، ثم تحليل المنظومة القيمية الجديدة، وتفكيك التجليات الاجتماعية لتشييء الإنسان في المدرسة والإعلام وسوق العمل، وصولا إلى اقتراح منظومة أخلاقية بديلة تعيد الاعتبار للكرامة والحرية والمعنى.
«الفلسفة وطنها والسؤال نبضها والكتابة سعيها لأن يظل الإنسان أكبر من كل جواب»، بهذه العبارة وصف الناشر علاقة الكاتبة بالفلسفة، مضيفا أن الدكتورة خوذري تهتم بالفلسفة في مجالات الأخلاق، وفلسفة القيم، والسياسة، والعلوم، مع تركيز على الصلة بين الفكر الفلسفي والممارسة التربوية، وتكتب بدافع إعادة ترتيب الأسئلة قبل الإجابات، وترى في الفلسفة حوارًا دائمًا مع العالم ووسيلة لحماية المعنى وسط صخب الواقع».
للتذكير، الدكتورة سمية خوذري أستاذة فلسفة في التعليم الثانوي، حاصلة على الماجستير (2012) والدكتوراه في الفلسفة (2024) من جامعة باتنة (1)، تناولت فيها العدالة الليبرالية عند الفيلسوف الأمريكي جون رولز، وقد نشرت مقالات في مجلات أكاديمية محكمة (العدالة الكوسموبوليتية الرولزية من مطلب إنساني إلى حق كوني) ولها إسهامات أكاديمية وأخرى صحفية.
كما سبق للدكتورة خوذري وأن نشرت كتاب «الجسد البشري بين البيولوجيا والأخلاق الحيوية: فرانسوا داغوني نموذجا» (دار «أدليس» للنشر، 2020)، وقالت فيه إن الإنسان، في ظل التطورات البيولوجية المتسارعة، وجد نفسه أمام مجموعة من التساؤلات والمخاطر والمحاذير، ورأت أن التجارب والاكتشافات العلمية في مجال علم البيولوجيا وفي مختلف فروعها، أدّت إلى إثارة الفضول لدى الكائن الحي لمعرفة موقعه من كل هذه التقنيات، لأنه مكتشفها ومطبقها على جسده، فكيف له أن ينجو دون أن يوقف عجلة التطور، وفي الوقت نفسه دون أن يمس إنسانيته أو يخدش كرامته وقدسية الحياة البشرية، خاصة وأنّها لم تمس بهذه الطريقة وهذه التلاعبات من قبل، لأنّ أغلب التقنيات العلمية كانت تقيم تجاربها على المادة الجامدة التي تختلف في خصائصها عن المادة الحية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025
العدد 19866

العدد 19866

الأربعاء 03 سبتمبر 2025
العدد 19865

العدد 19865

الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
العدد 19864

العدد 19864

الإثنين 01 سبتمبر 2025