في اختتام الأيام الوطنية للشعر الشعبي بسكيكدة

خارطـة طريـق لصـون الــتراث والهويـة الوطنية..

سكيكدة: خالد العيفة

توصيات محكمة من أجل منح الشعر الشعبي مكانته المستحقة

اختتمت فعاليات “الأيام الوطنية للشعر الشعبي” في نسختها الثانية بقصر الثقافة بولاية سكيكدة، والتي نُظمت تحت شعار “دور الشعر الشعبي في تعزيز الهوية الوطنية”، بإصدار مجموعة من التوصيات الهادفة إلى الارتقاء بالشعر الشعبي كرافد أساسي للثقافة الجزائرية وكمكون رئيسي في الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية.

أكد الشاعر نور الدين طيبي، على أهمية هذه التظاهرة الثقافية، مشيرًا إلى أن الشعر الشعبي يمثل “جسرًا بين الماضي والحاضر والمستقبل”، ويعكس سعي الدولة الجزائرية ومؤسساتها الثقافية والأكاديمية للحفاظ على التراث الوطني.  
ودعت اللجنة التوصيات إلى ترسيم الملتقى كحدث وطني سنوي، وضمان استمرارية هذه التظاهرة، وتوسيع نطاق الملتقى ليشمل الجامعات ومراكز البحث، وذلك لتعميق الدراسات الأكاديمية حول الشعر الشعبي وإشراك الطلبة والباحثين في توثيق هذا التراث وتحليله.
وأوصت اللجنة أيضا، بضرورة إبلاغ الشعراء المدعوين بموضوع الجائزة وقانونها قبل فترة كافية، مما يتيح لهم الوقت الكافي لإعداد نصوص إبداعية تلائم محاور التظاهرة، وشددت التوصيات على أهمية توثيق جميع فعاليات الملتقى “نصوص شعرية، محاضرات، مداخلات”، بدءًا من الدورة القادمة، ونشرها في كتيبات لتوزيعها على المكتبات، مما يضمن تعميم الفائدة وإتاحة المواد للأجيال القادمة.  
وأكد الشاعر في ختام كلمته، أن هذه التوصيات تهدف إلى تعزيز مكانة الشعر الشعبي كأداة حية للحفاظ على الهوية الوطنية، وكمصدر إلهام للأجيال الشابة لمعرفة تاريخهم والاعتزاز بتراثهم.
وأعرب المشاركون عن شكرهم العميق لإدارة قصر الثقافة بسكيكدة ولسلطات الولاية على حسن الاستقبال والتنظيم، معبرين عن تقديرهم لاختيار هذا الموضوع الذي سلط الضوء على كنوز الشعر الشعبي، ودوره في الحفاظ على القيم الثقافية الأصيلة، كما أكدوا على أن “الشعراء والمبدعين هم أطراف أصيلة في خدمة الجزائر، مساهمين في توحيد نسيجها الاجتماعي والثقافي، ومعززين قيم الاعتزاز بالتاريخ الوطني وتضحيات الشهداء”، نحن جزء لا يتجزأ من الدفاع عن بلادنا، ونساهم بإخلاص في إحياء الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري”. وأضافوا “الثقافة هي العمود الفقري لهويتنا، والشعراء هم حراس الكلمة والوجدان، يعبرون عن روح الأمة ويحمون تراثها في كل المحطات”.
وتعكس الطبعة الثانية من أيام الشعر الشعبي، حرص قصر الثقافة بسكيكدة، على ترسيخ هذه الأيام كتقليد ثقافي سنوي، يهدف إلى إحياء الشعر الشعبي، وإبراز قيمته الفنية والتاريخية، وتشجيع الأجيال الجديدة على الانخراط في هذا المجال الإبداعي، حيث شمل البرنامج أمسيات شعرية مكثفة، وندوات فكرية ونقدية، شارك فيها أكاديميون وباحثون مختصون، ما أثرى النقاش وقدم رؤى جديدة للمشاركين.
كما شهدت الفعالية، تكريما خاصا لروح الشاعر الراحل عبد الوهاب بوناب في لفتة وفاء وتقدير، وجاء هذا التكريم عرفاناً بمساهماته الجليلة في إثراء الساحة الشعرية الشعبية الجزائرية، حيث ترك الراحل بصمة لا تُمحى من خلال قصائده التي لامست قلوب الجماهير وعكست واقع المجتمع، وتم استعراض جزء من مسيرته الشعرية الحافلة، وشهدت اللحظة تفاعلاً كبيراً من الحضور، تأكيداً على مكانته الراسخة في قلوب محبي الشعر الشعبي.
الطبعة الثانية لأيام - يقول مدير قصر الثقافة لسكيكدة بودماغ نور الدين - جاءت لتؤكد على الرسالة الثقافية التي تحملها هذه الأيام، والمتمثلة في تعزيز مكانة الشعر الشعبي ككنز لا مادي، ووسيلة للتواصل بين الأجيال، ومرآة تعكس هموم وآمال الجزائريين، كما تهدف إلى مد جسور التفاهم والتعاون بين الشعراء من مختلف ربوع الوطن، مما يسهم في تعزيز اللحمة الوطنية من خلال الفن والثقافة، وأشار إلى أن تكريم الشاعر الراحل عبد الوهاب بوناب يعكس التزام المنظمين بالحفاظ على ذاكرة رواد الشعر الشعبي، الذين شكلوا دعائم هذا الفن الأصيل”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19789

العدد 19789

الثلاثاء 03 جوان 2025
العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025
العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025