أكد المخرج السينمائي إسماعيل بويش، خلال حديثه لـ«الشعب”، أن العالم يشهد تحولات سريعة، غيّرت فيه التكنولوجيا الرقمية معادلات الصناعة السينمائية، بل وجعلت الإنتاج أكثر مرونة، أقل كلفة، وأكثر قدرة على الابتكار. من التصوير الرقمي عالي الجودة، إلى أدوات المونتاج المتطورة، وصولا إلى الذكاء الاصطناعي والمؤثرات البصرية، مشيرا إلى أن الإمكانات الإبداعية أصبحت في متناول اليد، وهذه الأدوات لا تقتصر على تحسين الشكل فحسب، بل تفتح الباب لسرد قصص معقدة وجريئة، بطريقة كانت مستحيلة من قبل وكان من الصعب تجسيدها سابقا.
وقال اسماعيل بويش إن ما توفره التكنولوجيا الرقمية اليوم لا يقل عن معجزة فنية، مثل التصحيح اللوني، التصميم الصوتي vfx، الواقع الافتراضي، وغيرها، حيث أضحت التكنولوجيا الرقمية حسبه، تسمح لنا بتحقيق رؤى فنية عالية بجودة إنتاجية تنافس العالمية، ويقول “فمن خلال هذه الأدوات التقنية يمكن أيضا تحقيق رؤى إخراجية طموحة تنافس الإنتاجات العالمية، ولم يعد من الضروري امتلاك استوديوهات عملاقة لإنتاج فيلم يحمل بعدا إنسانيا عميقا وصورة متقنة اليوم، كما يمكن لصانع أفلام جزائري أن ينجز عملا رقميا باستخدام كاميرا رقمية بإبداع خالص وحقيقي، ويشارك به في أهم المهرجانات الدولية”.
وذكر المخرج والمنتج السينمائي إسماعيل بويش، بخصوص إمكانية الحديث عن استخدام التكنولوجيا الرقمية في السينما الجزائرية أنه ورغم التحديات، هناك وعي متزايد بأهمية التحول الرقمي في المشهد السينمائي الجزائري، مشيرا إلى أن بعض المشاريع بدأت تستخدم أدوات رقمية في مراحل التصوير وما بعد الإنتاج، غير أن هذه التجارب تظل في حاجة إلى دعم تقني أكبر للإنتاجات التي تستخدم أدوات حديثة، عبر توفير وسائل وآليات تمكين حقيقي للشباب، وتوفير برامج تدريب مستمرة، وتسهيل الوصول إلى التقنيات الحديثة، حتى لا تبقى هذه التجارب معزولة وتتسع رقعتها وتتحول إلى موجة إنتاجية حقيقية.
وختم حديثه مؤكدا أن السينما الجزائرية تملك طاقة إبداعية ضخمة، لكنها تحتاج إلى بنية إنتاجية مرنة، تتماشى مع تطور الوسائط والمنصات الرقمية، خاصة أن المستقبل سيكون رقميا، مضيفا “لا يجب أن تقتصر طموحاتنا على دور العرض التقليدية، فحتى المنصات الرقمية أصبحت نوافذ واسعة للعالم، ويجب أن نعد لها أنفسنا من الآن، عبر إنتاجات تحمل روحنا الجزائرية، ولكن بلغة بصرية معاصرة وعالمية”.