تحتضن ولاية ميلة في الفترة الممتدة من 18 إلى 22 جويلية المقبل، فعاليات الطبعة الأولى من المهرجان الوطني للمسرح الفردي، وهي تظاهرة فنية وثقافية تنظمها جمعية الركح الذهبي الثقافية، بالتنسيق مع “جمعية ترقية نشاطات الشباب” لدار الشباب الشهيد محمد الدرع و«جمعية فنون العرض” بميلة، وتحت الرعاية السامية لوالي ولاية ميلة مصطفى قريش، وذلك وفقًا لما ورد في بيان محافظة المهرجان.
يحمل المهرجان اسم الفنان الراحل وليد بوفامة تكريما لروحه، ويأتي تنظيمه في إطار برنامج الجمعية الثقافية الركح الذهبي، بدعم ومرافقة من السلطات المحلية، ويهدف إلى النهوض بالمسرح الفردي في أوساط الشباب، وغرس قيم المواطنة من خلال الفن، وتحفيز الطاقات الإبداعية لدى الهواة، خصوصًا في مجالي الدراما والكوميديا.
المهرجان الوطني الأول للمسرح الفردي، الذي يقام تحت شعار “من أجل مسرح هادف وملتزم وترسيخ المواطنة”، يسعى إلى إتاحة الفرصة أمام الشباب للتعبير عن مواهبهم في فضاءات إبداعية حرة، وتعزيز روح المنافسة، وتمكينهم من التلاقي وتبادل التجارب والخبرات، إلى جانب فسح المجال للتعبير عن انشغالاتهم ضمن إطار فني راق، وتشجيع الاهتمام بالفن المسرحي الفردي الذي يبرز قيمة الفرد ومكانته داخل المجتمع.
وتُفتح أبواب المشاركة في هذه التظاهرة أمام الشباب الهواة من مختلف ولايات الوطن، ممن ينشطون ضمن المؤسسات الشبانية، الثقافية، التعليمية، أو الجمعيات الشبانية، على أن تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة. وتخصص مشاركة واحدة فقط لكل ولاية، سواء لشاب أو شابة، ويرافقهم تقني إضاءة أو صوت، أو سائق، بحسب الضرورة التنظيمية. كما حددت مدة العروض بين 15 و25 دقيقة.
وحسب بيان محافظة المهرجان، يطلب من المشاركين إرسال استمارة المشاركة، البطاقة الفنية الخاصة بالعرض، وفيديو كامل للعمل المسرحي، عبر البريد الإلكتروني المخصص للتظاهرة. كما يتوجب على المشاركين الالتزام بالقانون الداخلي للمهرجان والتعليمات الصادرة عن اللجان التنظيمية، والمشاركة بالعرض المسرحي ذاته داخل إطار المسابقة، وكذلك ضمن البرنامج الثقافي الموازي للفعاليات الرسمية.
وسيرافق المهرجان برنامج ثقافي وسياحي وترفيهي موازٍ، يتضمن ورشات فنية لفائدة المشاركين، كما سيتم دعوة بعض الأسماء الفنية الشرفية، إلى جانب تخصيص لحظات لتكريم رموز محلية فنية، مع تكريم خاص لعائلة الفقيد وليد بوفامة.
وتتشكل لجنة التحكيم، من مختصين ومحترفين في الفنون الدرامية، يتم اختيارهم من طرف إدارة المهرجان، وستتولى تقييم العروض المشاركة وفق معايير فنية دقيقة. ووفقا لنفس البيان، فإن قرارات اللجنة ستكون نهائية وغير قابلة للطعن.
وسيمنح المتوجون الأوائل جوائز مالية معتبرة، تشمل جائزة الركح الذهبي لأحسن عمل مسرحي فردي بقيمة 80 ألف دج، جائزة الركح الفضي لثاني أفضل عمل بقيمة 60 ألف دج، جائزة الركح البرونزي للمرتبة الثالثة بقيمة 40 ألف دج، إلى جانب جائزة لجنة التحكيم التحفيزية التي تبلغ قيمتها 20 ألف دج. كما سيمنح أحسن عرض متكامل “الجائزة الكبرى” التي تحمل اسم الفقيد وليد بوفامة وتبلغ قيمتها 100 ألف دج. وتحتفظ لجنة التحكيم بإمكانية منح جوائز مناصفة بين الأعمال إذا اقتضت الضرورة الفنية ذلك.
ويعكس هذا الحدث ـ بحسب محافظة المهرجان ـ حرص المنظمين على ترقية الفن المسرحي الفردي، والتأسيس لتقليد ثقافي جديد يحتضن طاقات الشباب، ويكرس حضور المسرح كأداة للتعبير والمواطنة، انطلاقًا من مدينة ميلة التي تسعى إلى تثبيت نفسها كمحطة فنية وطنية فاعلة.