احتضنت كلية الآداب واللّغات بجامعة ابن خلدون بتيارت، يوماً دراسياً وطنياً بعنوان: “الفنّ بكل أشكاله وبُعده البيداغوجي”، نظّمه قسم اللّغة الفرنسية تحت إشراف الأستاذة مرايم مليكة.
وجاءت هذه المبادرة في إطار تعزيز الانفتاح الأكاديمي على الفنون بوصفها أحد المحركات الفاعلة في دعم العملية التربوية وتنمية الحس الإبداعي لدى الطلبة، وافتُتحت أشغال التظاهرة بكلمة ترحيبية ألقتها الأستاذة مرايم مليكة، بوصفها رئيسة اليوم الدراسي، مرحبة بالضيوف والمشاركين ومؤكدة على أهمية الفن كقيمة معرفية وتربوية. تلتها مداخلات افتتاحية قدّمها عدد من الأساتذة، من بينهم الأستاذ الدكتور بلقاسم بلعربي، رئيس اللجنة العلمية ومدير مخبر “اللّغات، تخيلات وإبداع أدبي”، الذي ثمّن المبادرة وسلّط الضوء على أهمية التكامل بين التكوين الجامعي والفعل الفني، ثم كلمة الأستاذ الدكتور سليمان بلحسين، رئيس المجلس العلمي، الذي نوّه ببُعد المناسبة، وأخيرًا كلمة الأستاذ الدكتور مصطفاوي أحمد، نائب عميد الكلية المكلف بالدراسات والمسائل المرتبطة بالطلبة، الذي أشاد بدور مثل هذه الفعاليات في خلق ديناميكية أكاديمية هادفة.
وقد عرفت الجلسات العلمية تنوعًا في الطروحات والأساليب، حيث تداخلت فيها الرؤى البيداغوجية مع التجارب الفنية، ما أضفى على اليوم طابعًا تفاعليًا يجمع بين المعرفة النظرية والتعبير الجمالي. وتميّزت التظاهرة بمشاركة أساتذة وباحثين من جامعات عدّة، على غرار الجزائر العاصمة، مستغانم، سوق أهراس، الطارف، غليزان، بالإضافة إلى جامعة تيارت، وهو ما أضفى على النقاشات بعدًا وطنيًا غنيًا بالتجارب والمقاربات.
في الفترة المسائية، انتقلت الأجواء إلى حوار أكثر انفتاحًا بين المتدخلين والجمهور، حيث خُصصت جلسات للنقاش وتبادل الآراء، تخللتها عروض موسيقية أحيتها جمعية الأمل الأندلسية وثلاثي الحظاب، ما منح التظاهرة نكهة فنية مميزة، وعكس الانسجام الحقيقي بين التكوين الأكاديمي والممارسة الفنية الحية.
وقد اختُتم اليوم الدراسي بجلسة تقييمية عامة، عبّر خلالها المشاركون عن ارتياحهم لمستوى التنظيم ونوعية الطروحات، كما رفعوا توصيات تدعو إلى تكثيف المبادرات التي تُعنى بإدماج الفنون في الوسط الجامعي، وتوسيع مجالات التعاون بين الجامعة والمؤسسات الثقافية، مؤكدين على أهمية جعل الفن جزءاً أصيلاً من المنظومة التكوينية لما له من أثر في تنمية الشخصية الطالبية وتعزيز قدراتها الإبداعية.
