أشرف على إطلاق تطبيق “Discover Algeria”.. وزير الثقافة:

توجيهات الرئيــس تبـون عززّت رقمنة القطاع الثقـافي

فاطمة الوحش

”اكتشف الجزائــر”.. نافــذة حديثـة على الـــتراث الجزائــري المـادي واللامـادي

كركي: المواقـع التاريخيـة والمعـالم الأثريـــة في متنــاول مستخدمــي أنترنيـت

أكّد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، خلال إشرافه على الإطلاق الرسمي لتطبيق  ”Discover Algeria”  (اكتشف الجزائر)، أن هذه المنصة الرقمية تشكل خطوة نوعية نحو التعريف بالتراث الوطني وتيسير الوصول إلى المواقع الأثرية والمعالم التاريخية باستخدام تكنولوجيا حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وجاء هذا الإعلان في حفل أقيم بقصر الثقافة “مفدي زكريا”، بحضور كاتب الدولة المكلّف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، والرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للنشر والاشهار، إلى جانب عدد من الإطارات السامية وشخصيات فنية وثقافية ورياضية، في أجواء احتفالية تعكس اهتمام الدولة المتزايد برقمنة المجال الثقافي.

تكنولوجيا متعدّدة اللّغات لإحياء الذاكرة الثقافية

في كلمته بالمناسبة، أوضح الوزير أن هذا التطبيق يمثل “أداة ذكية متقدمة، تم تطويرها بثماني لغات”، مما يجعله في متناول المستخدمين الجزائريين والأجانب على حد سواء. ويتيح التطبيق استكشاف المعالم التاريخية والثقافية عبر صور ومقاطع فيديو قصيرة، ومسارات جغرافية تفاعلية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم تجربة رقمية شاملة وواقعية.
وأضاف، أن هذا المشروع يُعد تجسيدا ملموسا للجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والفنون في إطار استراتيجية وطنية لرقمنة القطاع الثقافي، بما يتماشى مع رؤية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في حماية الهوية الوطنية وتعزيز الحضور الثقافي للجزائر على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويأتي تطوير هذا التطبيق في إطار تعاون مشترك بين الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، والمؤسسة الناشئة “ألفا أيرو سيستمز”، ليكون نافذة تقنية حديثة على التراث المادي واللامادي الجزائري.

الرقمنـة خيــار استراتيجــي لحمايــة الهوّيـــة

وضمن عرضه لتوجهات الوزارة، شدّد بللو على أن رقمنة التراث الثقافي لم تعد خيارا بل ضرورة، قائلا إن “تحويل التراث إلى محتوى تفاعلي هو وسيلة فعّالة لتعزيز السياحة الثقافية وتنمية الاقتصاد المحلي وربط الأجيال الجديدة بجذورها التاريخية”.
وذكر أن الدولة، خصّصت إمكانيات معتبرة لحماية هذا الموروث، مشيرًا إلى وجود 147 موقعا أثريا ومعلما تاريخيا و28 متحفا عبر الوطن، إضافة إلى 7 مواقع مصنّفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو و13 عنصرا من التراث اللامادي الجزائري المعترف بها دوليًا.
وتندرج هذه المبادرات ضمن سياسة شاملة تتبنّاها الوزارة لتعزيز الإنتاج الرقمي الثقافي، بدءا بمنصة “ساكودو”، وصولا إلى مشاريع أكثر تطورا على غرار “Discover Algeria”.

الذكـاء الاصطناعي.. رحلــة إلى عمـق الجزائـر

من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة “ألفا أيرو سيستمز”، علي كركي، أن التطبيق الجديد تم تطويره استجابة لما وصفه بـ«الفراغ الواضح” في تثمين التراث الثقافي عبر الوسائل الرقمية. ويقدّم التطبيق، بحسب كركي، تجربة فريدة تتيح للمستخدمين التعرف على المواقع التاريخية والمعالم الأثرية من خلال أدوات حديثة تشمل تقنية “التعرف البصري”، التي تُمكّن من تحديد المعالم بواسطة الصور الفوتوغرافية.
وأضاف، أن المؤسسة تسعى مستقبلا إلى تطوير خصائص جديدة داخل التطبيق، مثل ربط المواقع السياحية بمعلومات تاريخية تفاعلية، وتوفير دلائل رقمية للزوار وخدمات مرافقة تثري تجربة الاكتشاف الثقافي داخل الجزائر.

الكسكســي علــى منصّـة التتويـج العالميــة

تم خلال الحفل تكريم الكاتبة الجزائرية ياسمينة سلام، بمناسبة فوز مؤلفها الأخير “الكسكسي، جذور وألوان الجزائر” بالجائزة الأولى في المسابقة العالمية “Gourmand World Cookbook Awards”  لسنة 2025، التي جرت بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
وقد لقي هذا التتويج ترحيبا واسعا، باعتباره اعترافا دوليا بمكانة المطبخ الجزائري كتراث لا مادي يعكس تنوّع المجتمع وعمق تاريخه. فالكسكسي ليس مجرد طبق غذائي، بل هو حامل للذاكرة الجماعية وروح الجماعة، ومرآة للهوية الثقافية بمختلف أبعادها.
ويسلط الكتاب الضوء على أبعاد ثقافية واجتماعية لهذا الطبق الوطني، ويعرض تنوّعه الجهوي وتطوره التاريخي عبر العصور، في عمل توثيقي يجمع بين البحث السوسيولوجي والبعد الجمالي، ما جعله يتفوق على أكثر من 70 مشاركة من مختلف دول العالم.
وعبّرت ياسمينة سلام بهذه المناسبة، عن اعتزازها بهذا التتويج، مؤكدة أن مشروعها جاء من قناعة بضرورة توثيق الموروث الغذائي الجزائري، وإبرازه كجسر للتواصل بين الأجيال والمجتمعات. واعتبرت أن الهوية لا تُحفظ فقط في الكتب والمتاحف، بل تُروى أيضا من خلال الطهو والاحتفاء بالحياة اليومية.
ويمثل هذا التتويج إضافة نوعية للمشهد الثقافي الجزائري، ويؤكد أن الثقافة، حين تُروى بصدق وتنطلق من جذور حقيقية، قادرة على الوصول إلى أرفع المحافل العالمية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19807

العدد 19807

الخميس 26 جوان 2025
العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025
العدد 19805

العدد 19805

الثلاثاء 24 جوان 2025
العدد 19804

العدد 19804

الإثنين 23 جوان 2025