صدر عن “بيت الرواية” التونسي كتاب “الرواية الجزائرية: في المشترك والتجديد”، الذي يتضمّن أعمال الندوة الفكرية التي تحمل نفس العنوان، والتي نظمها “بيت الرواية” على هامش الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب. وينقل الكتاب رؤى النقاد والأكاديميين من البلدين، الذين شاركوا في الندوة، وحاولوا الوقوف عند خصائص المدونة الروائية الجزائرية وملامح التجديد فيها، والتحولات الكبيرة التي شهدتها.
أصدر “بيت الرواية” بتونس أعمال الندوة الفكرية “الرواية الجزائرية: في المشترك والتجديد”، التي كان قد نظمها في إطار الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب، نهاية أفريل وبداية ماي الماضيين، وذلك في كتاب حمل نفس العنوان.
ووقفت الندوة (وبالتالي الكتاب) عند خصائص المدوّنة الروائية الجزائرية، وملامح التجديد فيها، والتعرف على أبرز رموزها وإضافاتهم، كما طرحت مجموعة من الأسئلة حول خصوصية الرواية الجزائرية، والمشترك في المواضيع التي تطرقت إليها، مظاهر التجديد في النماذج التي كسرت الأطر التقليدية في الرواية الجزائرية، ومدى تمكن هذه الأخيرة من الموازنة بين المحلية والعالمية دون فقدان خصوصيتها.
وشهدت الندوة مشاركة نقاد وباحثين من الجزائر وتونس، من بينهم عمر بوساحة، وعبد الحميد بورايو، ومحمد ساري الذي تحدث عن “الرواية الجزائرية من التأسيس إلى التكريس: 1950 - 2020”، وفيروز رشام (الرواية الجزائرية من أبوليوس إلى اليوم)، ومراد الخضراوي (الرواية الجزائرية: مسار الالتزام ومسيرة التطوير)، وأمال مختار (الرواية الجزائرية قديما وحديثا قدرها المقاومة)، ووحيد بن بوعزيز (مسائل الذاكرة والاعتراف في الرواية الجزائرية، تنويعات ما بعد استعمارية)، وابتسام الوسلاتي (“الهوية النسوية والوصم الاجتماعي حضور المرأة في الرواية النسوية الجزائرية).
وكان من المشاركين أيضا مصطفى الكيلاني، وهيام الفرشيشي، وسعدية بن سالم التي تحدّثت عن “العوالم السردية في رواية السيرة لمحمد ساري”، وفيصل الأحمر (خرائط العوالم الممكنة: تجارب جزائرية في كتابة الخيال العلمي)، ومصطفى بوقطف (التخييلي والتشكيلي في رواية “حائط المبكى” لعز الدين جلاوجي)”، وليلى غضبان (بلاغة ما بعد الحداثة في الرواية الجزائرية ــ “الحلزون العنيد” لرشيد بوجدرة نموذجا).
وقد سعت هذه النّدوة، التي ترجمت أعمالها في هذا الكتاب الجديد، إلى تسليط الضوء على التحولات التي الكبيرة التي شهدتها الرواية الجزائرية منذ نشأتها إلى اليوم، متأثّرة بالسياق التاريخي والاجتماعي والسياسي الذي مرّت به الجزائر، بدءًا من الحقبة الاستعمارية، مرورا بالاستقلال، ووصولا إلى الفترة المعاصرة. وقد ظلّت الحركة الأدبية والكتابة الروائية على وجه الخصوص الفضاء الخصب والرحب للتعبير عن هموم المجتمع الجزائري، وتشكيل وعيه الثقافي، وهويته الممزوجة بين الأصالة العربية والأمازيغية، والتأثيرات الخارجية. كما ظهرت مضامين جديدة تعالج قضايا الإنسان الجزائري، وقضايا تتعلق بالهوية والعنف والمرأة والهجرة ومختلف التابوهات، وذلك وفق ما تتصوّره مُخيلة الروائي المجتهد في تقديم الإضافات وملء الفراغات، وتفسير الوقائع التي قد لا تتوفر عليها مصادر أخرى، بما مكن الرواية الجزائرية، سواء من حيث الكم أو النوع، بأن تلعب دورها الريادي في بلورة واقع المجتمع.