“دار السلطان” تفسـح المجـال لـ “تأمّـلات في التّصميــم”

دعـوة مفتوحة لاستكشاف جوهــر الإبـداع

فاطمة الوحش

في قلب القصبة العتيقة، حيث تتشابك خيوط التاريخ بعبق الماضي، تستضيف قلعة الجزائر (دار السلطان) معرضًا فنيًا آسرًا بعنوان “تأمّلات في التصميم…بين التقاليد والحداثة”. هذا المعرض الذي ينظّمه المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر بالتعاون مع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، ليس مجرد عرض للأعمال، بل هو دعوة للغوص في روح التصميم الجزائري الذي يزاوج ببراعة بين الذاكرة الجماعية ورؤى المستقبل الواعدة.

 يشكّل المعرض الذي يقام بقلعة الجزائر (دار السلطان) بالقصبة ذات الرمزية التاريخية، فرصة لاكتشاف جمالية التصميم الجزائري ومكانته كفن وظيفي ووسيلة تعبير معاصرة، من خلال مجموعة من الأعمال التي تزاوج بين الذاكرة الجماعية والرؤية المستقبلية، وتستقي مرجعياتها من الحرف التقليدية والهندسة الجمالية المحلية، لكنها تنفتح في الوقت نفسه على التجريب والتأويل.
ويشارك في التظاهرة ثمانية مصممين جزائريين ومصمم من واغادوغو، وهم: رضا سالمي، سمير حميان، محمد أوراد، فيصل قني، شريف مجبار، شفيقة آيت عودية، حامد واطارا، رضا اسكندر وجمال مطاري، حيث يعرض كل فنان رؤية خاصة تجمع بين البعد الجمالي والوظيفي.
ويبرز المصمّم رضا سالمي بقطعة فنية لافتة بعنوان “كلام”، وهي كرسي برتقالي مريح مصنوع من خشب الزان والجلد الطبيعي، يترك للزائر حرية التأويل. كما يشارك الفنان شريف مجبار بأعمال سبق عرضها في محافل دولية، على غرار “الأفكار الثلاث” و«الحلي القبائلي” و«جلسة عمامة”، المستوحاة من الزي القبائلي، والتي سبق وأن شارك بها في بينالي داكار عام 2006، ومهرجان FIAC 2014، وتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015. وقد أوضح مجبار أن إحدى قطعه، وهي طاولة معدنية مستوحاة من جبن “الغرويير”، صُمّمت لتكون مخصصة لشخصين، وتجسّد مفهوم المشاركة والحوار.
أما جمال مطاري فيقدّم سلسلة أعمال من النحاس تحت عنوان “تكتوكات”، بينما استلهم سمير حميّان قطعة فنية بعنوان “خداوج” من أسطورة خداوج العمياء الشهيرة في التراث العاصمي. ويعرض رضا اسكندر حليا ذات طابع فني معاصر، في حين يشارك محمد فيصل قني، محمد أوراد والفنان من واغادوغو بأعمال نفعية تحمل قيما جمالية مستوحاة من الحياة اليومية.
ويسعى المعرض إلى تقديم قراءة معاصرة لخصوصية التصميم الجزائري، بتجلياته المرتبطة بالهوية والبيئة والوظيفة، من خلال تركيبات فنية وأثاث وتجهيزات تدمج بين التراث والتقنيات الحديثة، وتسلّط الضوء على تجارب المصمّمين الجزائريين في مزاوجة الجمالية بالمعنى والتقليدي بالمعاصر. كما يرمي المنظمون إلى توعية الجمهور بأهمية التصميم كوسيط ثقافي ووسيلة لتثمين الذاكرة، من خلال مقاربة تجمع بين الفن والخبرة والمتعة البصرية.
ومنذ انطلاق المعرض في 23 جويلية، تحوّلت قلعة الجزائر إلى فضاء تفاعلي نابض بالمعنى، يجمع بين الزائر المحلي والسائح الأجنبي في تجربة حسية وفكرية، تتقاطع فيها الأشكال والألوان مع تأويلات الزمان والمكان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19835

العدد 19835

الثلاثاء 29 جويلية 2025
العدد 19834

العدد 19834

الإثنين 28 جويلية 2025
العدد 19833

العدد 19833

الأحد 27 جويلية 2025
العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025