في عالمٍ كثيرًا ما يختبر صلابة الإنسان وقوته، تبرز الكاتبة الواعدة إكرام خلاصي أيقونة للإرادة، ونافذة مفتوحة على الأمل.. هي ابنة الحلم الذي لم ينكسر أمام قيود الجسد، بل أطلق جناحيه في فضاءات الإبداع، لترسم بالكلمات ملامح عالم أكثر إنسانية. رغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تطل الكاتبة إكرام خلاصي في فعاليات المعرض الوطني لكتاب الطفل المنظم بمنتزه الصابلات - ساحة المرابطين- بالعاصمة، تحت شعار “الكتاب رفيقي وصديقي”..تطل بإصدارتها الخمس، وبنماذج من مشروعها المصغر “تصميم دفاتر” ورقية ومدرسية، من خلال جناح هيئ لها خصيصا من طرف المشرفين على التظاهرة، يحمل اسمها بالكامل، وهي بادرة تركت في نفسيتها انطباعا جميلا، حسب ما أكدته خلاصي في لقائها مع “الشعب”.
ذكرت إكرام أن مشاركتها في الطبعة الثانية من المعرض الموجه للطفل، ولأول مرة عبر فضاء فردي، ستعزز من تجربتها في عالم الكتابة، كما أكدت بأنها ستجعل من قلمها جسراً يصل القلوب ببعضها، وينقل رسائل الأمل لكل طفل، لاسيما من يظن أن الظروف قادرة على إطفاء النور في الروح.
تقول إكرام إن “كتاباتها ليست مجرد نصوص، بل شهادات حيّة على أن الإبداع لا يعرف حدوداً، وأن الإرادة قادرة على تحويل التحديات إلى انتصارات تخلد في ذاكرة القرّاء”، ويبدو ذلك جليا من خلال كتبها التي تحمل عناوين ملهمة، منها: “شعاع الأمل”، “حكايات الأمل”، “كنت لي بلسما”، “حاجيتك ما جيتك” و«هل أستطيع التخطي.”
محدثتنا تضيف قائلة: “في حضرة الحرف، تتوارى الحواجز وتتلاشى القيود، لتبقى الروح وحدها هي المقياس الحقيقي للعظمة”، وتؤكد أنها اختارت صحبة القلم لتحمل رسالة الحياة رغم تحدياتها، حيث بإمكانها أن تجعل من الإبداع معراجًا تتسلق به نحو قمم التميز، كما جاء على حد قولها “لم تمنعني الإعاقة من أن أحلّق في فضاءات الأدب، بل كانت وقودًا لرحلتي الملهمة، وشاهدًا حيًا على أن الإرادة تسبق القدرة، وأن الإيمان بالنفس قادر على نسج المعجزات”..
إكرام خلاصي ليست مجرد اسم في سجل الكتّاب، بل قصة إنسانية تنبض بالحياة، تهمس لكل قارئ “حين تؤمن بحلمك، لا شيء يمكن أن يقف بينك وبينه”.
