أسماء جزائرية عديدة في مجال الأدب والفنون ترجلت سنة 2023، تاركة وراءها إرثا خالدا تنهل منه الأجيال الصاعدة سواء في الرواية، الشعر، السينما أو المسرح.. السائحي، مرتاض، الهادي رجب، زريبيع، حماني، يحياوي وآخرون.. غادروا الساحة الثقافية والفنية بعد سنوات من العطاء..
فقدت الجزائر مع بداية السنة، الشاعر والأديب محمد الأخضر عبد القادر السائحي المعروف بـ«السائحي الصغير”، عن عمر 89 عاما، بعد مسيرة ثقافية حافلة في الشعر وفن الأوبيرات والملحمة والقصيدة الغنائية والكتابة للكبار والصغار، أثرى الفقيد المكتبة الجزائرية بعديد المؤلفات منها “مأساة الإنسانية في الجزائر”، “ألوان من الجزائر”، “واحة الهوى”، “بكاء بلا دموع”.. وغيرها من الكتب.
وتوفي الأكاديمي والناقد اللغوي عبد المالك مرتاض، عن عمر ناهز 88 عاما، وهو من بين أهم الباحثين الجزائريين والعرب في مجالات دراسة اللغة العربية والنقد الأدبي والفكري، عمل مدرسا للأدب العربي في مختلف الأطوار الابتدائية ثم الجامعة بعد تحصله على الدكتوراه في الآداب من جامعة الجزائر ومن جامعة السوربون بباريس بفرنسا.. حاز الفقيد في 1987 على شهادة تقدير من رئيس الجمهورية، وتم تكريمه في 2023 من طرف وزارة الثقافة والفنون بمناسبة الذكرى الـ60 لعيدي الاستقلال والشباب. ناهيك عن تكريمات أخرى داخل الوطن وخارجه، للفقيد عشرات المؤلفات الأكاديمية النقدية والفكرية، نذكر منها “القصة في الأدب العربي القديم”، “نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر”، “فن المقامات في الأدب”، “العامية الجزائرية وصلتها بالفصحى”، “الألغاز الشعبية الجزائرية” و«الأمثال الشعبية الجزائرية”..
وغيْب الموت المجاهد وعضو الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، الهادي بوليفة المدعو “الهادي رجب” عن عمر 82 عاما، وهو الذي “عرف بحسن أدائه لمختلف الأغاني الثورية، العاطفية والاجتماعية”، منها “قلبي يا بلادي لا ينساك” و«شوف الورد”.. الفنان الراحل انخرط في صفوف الثورة التحريرية ضمن أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، وساهم بفنه في نقل صوت الثورة إلى مختلف ربوع العالم.
ورحل عن عالمنا المجاهد إبراهيم دري، عن عمر 87 عاما، عضو سابق في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية التي التحق بها سنة 1958 كممثل، شارك في عدة أعمال مسرحية على غرار “أبناء القصبة”.. وبعد الاستقلال واصل مسيرته الفنية في مجال الموسيقى كمؤلف.
وكان الناقد الأدبي وأستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة الجزائر 2 عثمان بدري، من بين الذين ترجّلوا خلال 2023، درس اللغة والأدب العربي بجامعة القاهرة بمصر، أين حصل على الماجستير والدكتوراه، قبل أن يلتحق بجامعة الجزائر حيث شغل منصب أستاذ اللغة والأدب العربي بجامعة الجزائر 2.. ترك بدري إصدارات نقدية عديدة، بينها “بناء الشخصية الرئيسية في روايات نجيب محفوظ” و«وظيفة اللغة في الخطاب الروائي الواقعي عند نجيب محفوظ”، و«قمم ونماذج من الأدب العربي الحديث”.. وغيرها من الأعمال.
وفقدت الساحة الفنية أيضا العديد من الأسماء، على غرار الفنان عبد الحليم زريبيع الذي بدأ مسيرته الفنية على الركح الجزائري بعد أن أكمل دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، عمل كذلك في السينما والتلفزيون وكان آخر ظهور له في مسرحية “قهوة القالمي”..
كما توفي المسرحي الجزائري سعيد بن سالمة الذي شغل منصب مدير أسبق للمسرح الوطني الجزائري وكذا مديرا للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، وفقدت الساحة الفنية المغني شريف حماني، الذي ترك عديد الأغاني في مختلف الطبوع و«نجح في مزج الفلكلور القبائلي مع الشعبي العاصمي”، إلى جانب وفاة الفنان كمال يحياوي ابن القصبة، والمتخرّج من مدرستي الفنون الجميلة بالجزائر (1985-1989) ونانت بفرنسا (1990-1991)، ورحل عن عالمنا الممثل والمخرج الكوميدي محمد عدلان بخوش متأثرا بجروحه الناجمة عن انفجار الغاز الذي وقع بمنزله، شارك بخوش المتخرج من المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري بالجزائر العاصمة في عدة أعمال مسرحية كممثل ومخرج ومساعد مخرج..
السينمائي سيد علي مازيف، واحد من الأسماء التي رحلت بعد تقديم العديد من الأفلام القصيرة والطويلة، وفي صنف الوثائقيات كما قام بكتابة سيناريوهات صورت للشاشة الفضية، إضافة إلى المخرج التلفزيوني والسينمائي قدور إبراهيم زكريا الذي ترك في رصيده عديد الأفلام منها “المفتش الطاهر يسجل هدفا” و«شعيب الخديم” و«ملحمات” وأفلام وثائقية عديدة..
وغادرنا أيضا الكاتب المسرحي والباحث الجامعي احمد حمومي أحد أبرز الباحثين في الحركة المسرحية بالجزائر، أسهم في الإبداع المسرحي تأليفا وترجمة، إلى جانب مؤلف الشريط المرسوم الجزائري، نجيب بربار، الذي برز في الكاريكاتير السياسي والمطويات الأكاديمية والفنانين محمد بوسماحة ومحمد بن عيرد وودعت الجزائر أيضا عميدة الفنانات التشكيليات الجزائريات هيلة بلبحار، الفنانة والمطربة مريم وفاء ومغني الشعبي جمال مغارية..
