في ندوة احتضنتها قاعة امحمد بن قطاف

ينايـر ارتباط بالأرض وتقويم للحياة

أمينة جابالله

نشّط المختص في الدراسات ما قبل التاريخ، الأستاذ هاشمي آيت عيسي، المختص في التراث الأستاذ عبد الله بن داود، ندوة حول “بُعد عادات يناير عند الأمازيغ”، بقاعة امحمد بن قطاف بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، في إطار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة.

 ذكر الأستاذ آيت عيسي أنّ مناسبة يناير لها بعد ثقافي عميق يرمز إلى تطوّر وعبقرية الشعوب، ما يعكس المكانة الهامة التي يحتلها لدى المجتمع الجزائري، قائلا إنّ “يناير لم يأت بين ليلة وضحاها أو عبثا، إنما هو تحوّل من حالة احتفالية موسمية إلى مناسبة رسمية لاسترجاع ما خلّفه لنا أجدادنا من تراث”، وأضاف بأنّه “نتيجة لتجديد التمسّك بالممارسات الحياتية والثقافية للأمازيغ القدامى في شمال إفريقيا، حيث كانوا كباقي المجتمعات آنذاك يعيشون في ظلّ الصراعات”.
وأشار آيت عيسى إلى أنّ الفضل في تبلور فكرة تخليد المناسبة يعود إلى رواد الفكر والأدب، الذين حملوا على عاتقهم إيصال الهدف السامي منها، فقد أثبتوا أنّ المجتمع الأمازيغي كان متطوّرا تحكمه قوانين، وأفاد بأنّ كلّ منطقة من مناطق المجتمع الأمازيغي اعتنت عناية فائقة بتطوير منتوجها الفكري، ناهيك عن عمارتها الهندسية وما ارتبطت بها من فنون. ومن بين الأمثلة التي طرحها، مساهمة إنسان الطاسيلي في المحافظة على النسق المعيشي، وهو “ما يعكس عبقرية الإنسان الأمازيغي في تطوير سبل الحياة، لاسيما من خلال التقويم الأمازيغي”. يقول آيت عيسى.
وفي السياق، أوضح عبد الله بن داود أنّ أهم ما يميّز الاحتفالات بيناير هما عادة التحضير التي تختلف من منطقة إلى أخرى، وعادة مأدبة العشاء العائلية، وقال إنّ ما يلفت الانتباه في هاتين الميزتين هو تكفل المرأة بتجهيز المراسم، وإدارة هذه المهمة من بدايتها إلى نهايتها، “فهي التي تقوم بطبخ الأكلات الشعبية الخاصة بالمناسبة، مثل تجهيز طبق الكسكسي أو البركوكس، وهي التي تقوم بتنظيف وتغيير ديكور البيت مثلما جرت العادة عند الجدّات”.
وأضاف: “يمكننا القول إنّ المرأة الأمازيغية هي مصدر الحفاظ على العادات والتقاليد، ولولاها ربما لاندحرت، والناير أو يناير أو تحت كلّ اسم من المسميات لدى كلّ منطقة، له علاقة كبيرة بالأرض الخصبة والماء، كما تحمل الذاكرة الجماعية كثير من العادات والطقوس، وغيرها من الممارسات الجماعية التي مازالت راسخة لدى الأهالي ويتم إحياؤها في كلّ رأس سنة أمازيغية جديدة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024