قسنطينة أحيت “راس العام” بمنجز فنّي رائد

”السويقة” مدينة سينمائية مصغّرة في خدمـة الفنّانين

قسنطينة: مفيدة طريفي

أحيت عاصمة الشرق الجزائري قسنطينة، أمس الأول، احتفال رأس السنة الأمازيغية، بتظاهرة احتضنها المسرح الجهوي الحاج محمد الطاهر الفرقاني ودار الثقافة مالك حداد، تكلّلت بإبراز عادات وتقاليد متنوّعة، نابعة من تاريخ وحضارة راقية، كما قدّمت لوحات ومعارض كوريغرافية تصوّر المرأة الأمازيغية، إلى جانب محاضرات تاريخية، وتمّ إعادة إحياء حي السويقة العتيق بالمدينة القديمة من خلال مجسّم للمدينة العتيقة.

المجسّم أو المدينة السينمائية المصغّرة كانت بمثابة صورة لزوايا الحي، عكس بنايته وشوارعه الضيّقة ومحلاته الصغيرة وحتى عادات سكانه وتقاليدهم.. وقد زيّن بقطع نحاسية قديمة وباللّباس التقليدي (الملاية)، وحلوى الجوزية، مرفقا بموسيقى فرقة الوصفان التي تعتبر من عادات المدينة وتراثها الثقافي والتاريخي.
 وحسب مديرة دار الثقافة مالك حداد، أميرة دليو، فإنّ المدينة العتيقة ظلت تحيي احتفالية يناير إبان الاستعمار الفرنسي الذي حاول التخلّص من الاحتفالية كونها رمزا للهوية الجزائرية، وقد أحاطها بمدينة فرنسية كولونيالية، غير أنّها بقيت صامدة وحافظت على تقاليد الأجداد، كما أخرجت أسماء كبيرة ساهمت في الثورة الجزائرية، وما تزال السويقة لحدّ اليوم – قالت دليو - روحا لقسنطينة، وأضافت أنّ “نموذج المدينة السينمائية المصغّرة لحي السويقة يعتبر أول محاولة لخلق وسط للتصوير للمحترفين والهواة، حيث تم توقيع اتفاقية بين دار الثقافة مالك حداد ومؤسّسة التلفزيون العمومي بخصوص تفعيل المدينة السينمائية المصغّرة واستغلالها في تصوير الأعمال التلفزيونية، مع إعطاء إشارة انطلاق الدورة التكوينية للتصوير السينمائي والمونتاج، كما تم تدشين جدارية فنية تصوّر الموروث الأمازيغي غير المادي، مع افتتاح جناح الكتاب الأمازيغي.
 من جهته، تحدّث نور الدين مزهود، المشرف على بناء المجسم، عن تجسيد أزقة السويقة ومجالسها وبيوتها بصورة حقيقية وبنفس حجمها بعد دراستها من الفترة النوميدية، الرومانية وصولا إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي، وأثنى على هذا الإنجاز الذي يتربّع على 8 ألاف متر مربع شارك فيه مجموعة من الطلبة وفي وقت قياسي، معتبرا أنّ العمل ليس مجسّما وحسب، وإنما هو جزء من حي السويقة يمكن استغلاله في الأعمال السينمائية، ليؤكّد إمكانية إنجاز أحياء أخرى خارج أسوار المؤسّسات إذا توفرت المساحة والإمكانات اللاّزمة.
من جهة أخرى، احتضن المسرح الجهوي الحاج محمد الطاهر الفرقاني، جزءا من الاحتفالات، حيث قدّم مستشار وزير الشؤون الدينية عمر بافولولو محاضرة عن “دور المزابيين في الجزائر”، وقال إنّ الاحتفالات بيناير مناسبة وطنية ثقافية حضارية لها أبعاد عميقة تعزّز مقوّمات الهوية الجزائرية”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024