في لقاء مع الفنان التشكيلي إسلام معروف

فنّ الترميل .. لوحات تقتبس سحرها من الرمال

ورقلة: إيمان كافي

تتعدّد اللّوحات التشكيلية والألوان فيها، لتسافر بالمتفرج إلى عوالم عميقة وخفية، تعبر به إلى دواخله لتكشف فيها عن حبّ الفنّ والإبداع والفكر الدفين بين الزحام الذي يغزوه، هو كذلك فنّ الترميل الذي يحظى بسحر وجاذبية خاصة مستوحاة من عبق الماضي البعيد وسحر الرمال والصحاري والهدوء الذي لا يتكلم لكنه يحدّثك بكلّ شيء في الآن ذاته.

بالحديث عن فنّ الترميل تحديدا في ولاية ورقلة، يبرز إسم الفنان التشكيلي إسلام معروف ابن هذه المدينة، الذي تتداول لوحاته في العديد من المواعيد الثقافية، محاكية ومسايرة لمختلف القضايا الوطنية والدولية ببعديها الثقافي والإنساني.
وفي لقاء خاص جمعه بـ«الشعب”، كان لنا حديث مطوّل نوعا ما حول فنّ الترميل وعن واقعه في الولاية وآفاق تطور هذا الفنّ الذي كما عرّفه بأنّه نوع من الفنون التشكيلية القديمة التي ظهرت من خلال الرسومات الصخرية للإنسان القديم، والتي نجد لها أثرا في العديد من المعالم الأثرية وتم تطويره للفنون التشكيلية العصرية.
وبالعودة إلى واقع فنّ الترميل في ولاية ورقلة، يرى الفنان إسلام معروف أنّ هذا الفنّ، أخذ بعدا سياحيا وترويجيا كبيرا من جانب اهتمام بعض الجهات وبعض الفنانين وبالأخص السياح وتجار التحف الفنية الرملية، لذلك فإنّ هذا الفنّ حظي بمكانة كبيرة لسنوات وصاحب ذلك حركية سياحية نشطة كانت تعرفها مدينة ورقلة في السابق.
وعن مسار هذا الفنّ بورقلة، ذكر المتحدّث أنّ الفنان معروف عبد الرحمان من المؤسّسين الأوائل لفنّ الترميل بورقلة وبعده تداولت عدّة أجيال هذا الفنّ منهم: إبراهيم معروف، وعلالي عبد الحفيظ، وطويل عبد القادر، وسعدمو الأزهر، وبدة عبد الرحمان، وعريف سعيد وأسماء أخرى عديدة وكلّهم موجودين ولهم أثرهم في فنّ الترميل ولكل منهم لمسته الخاصة.
وبالنسبة لمساهمته في الساحة الفنية والمشهد الثقافي محليا، فإنّ فنّ الترميل حسبه، ساهم في تجسيد عدّة أعمال مهمة، خاصة ما ارتبط بالآثار العمرانية والموروث الثقافي الأصيل لورقلة المدينة، عبر لوحات فنية خلّدت صورا تاريخيا لبعض المعالم الأثرية في ورقلة والجزائر بصفة عامة.
ومن أجل تعزيز مكانة هذا الفنّ، يعتبر المتحدّث أنّ على كلّ من وزارة التقافة والفنون ووزارة السياحية والصناعة التقليدية أن تصنّف هذا الفنّ كمادة مميّزة في الفنون الجميلة بما تحمله من جماليات رملية إضافة إلى الدقّة في النحت والتشكيل في القصور الصحراوية وتثمين هذا الفنّ الذي يؤسّس لصناعة أيضا، خاصّة في ظلّ وفرة المادة الأولية في بلادنا.
وأشار في هذا السياق إلى أنّ الرمال تعدّ المادة الأولية الأساسية ويستعان بها في عدّة أعمال وهي متوفرة، أما بالنسبة للمواد الفنية الدخيلة على الرمال فهي تحتاج لوقت للجمع والبحث، منها مثلا أنواع الفحم وهي مكلّفة كثيرا من ناحية الثمن والوقت.
ومن جانب الإقبال على هذا الفنّ، يقول الفنان أنّه مقبول نوعا ما وخاصة في الموسم السياحي والمناسبات والصالونات، أما من جانب الجمهور فإنّ لفنّ الترميل جمهور خاص له علاقة وطيدة مع هذا الفنّ المميز في المناطق الصحروية.
وعن المزايا المتاحة للفنانين المختصين في هذا النوع، أكّد محدّثنا أنّه شخصيا ومنذ انطلاقه في ممارسة فنّ الترميل لم يحظ بأيّ دعم من أيّة جهة، لكنه اعتمد على إمكانياته الخاصة المتواضعة، ممّا جلعه أول داعم وسند لنفسه، مشيرا إلى أنّه يعمل دائما على أمل كبير أن يلقى هذا الفنّ وممارسوه الدعم والتطوير.
وفي هذا المسعى، أكّد أنّه يهتم حاليا بتكوين العديد من المتربصين في مجال الترميل والمقسّم إلى ثلاثة أقسام منهم من هو في مجال رسم لوحات فنية رملية، ومنهم من يرسم داخل القارورات الزجاجية، ومنهم من يشكّل التحف الفنية الرملية وجميعهم لديهم مواهب قابلة للتطوير والإنتاج أكثر في مجال الترميل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024