تأسف جمهور وعشاق الفن السابع بعاصمة المتيجة البليدة ومدنها، للحالة المزرية التي أصبحت عليها قاعات السينما في السنوات الأخيرة، حيث تحولت إلى أشباح مهجورة لا يقصدها أحد، تحطمت تجهيزاتها واختفت، بعد أن كانت محطات هامة في تاريخ المنطقة يقصدها القاصي والداني من ربوع الولاية ومن ولايات أخرى مجاورة، لأجل التمتع بأفلام «الكاوبوي» والإثارة والفنون القتالية وخاصة الأفلام الثورية.
تاريخ تلك الدور الفنية حافل، واختار المهتمون بشأنها أسماء لها من الشهرة مثل قاعة «فرساي ولوباري والمنار والكوليزي والروايال والأولمبيا»، ما جعلها محطات مهمة في ثقافة السكان منذ العهد الاستعماري إلى ما بعد فترة الاستقلال، شكلت فعلا اهتماما إلى درجة أنها كانت تحظى ببرنامج وتوزيع في الوقت لمتتبعي الأفلام السينمائية، إلى أن بدأت تفقد لمعانها وتنسحب من حياة المهتمين، بعد أن حولت العشرية الدامية اهتماماتهم وأنستهم عناوين تلك القاعات.
ورغم عودة الأمن والأمان بين السكان، إلا أن المسؤولين لم يبدو عناية لها، وتدهور وضعها ولم ترمم، وتحولت مع الأيام إلى ما يشبه الهياكل، فيما تحولت أخرى إلى قاعات لتنظيم الأفراح بها والتظاهرات الفنية بعد ترميم القليل منها، بينما سويت البقية القليلة أرضا وتحولت إلى مبان إدارية جديدة.
وتجدر الإشارة إلى محاولات بعض التقنيين من مختصين في فن التصوير السينمائي وشخصيات ثقافية بالولاية اجتهدت في إعادة الاعتبار لها على غرار محاولات أخرى، بتنظيم نوادي في السينما والقيام بإنجاز أفلام مصورة والإشراف على تأطير ما أسموه بتجربة «السينما فن وتجارب»، إلى أن مسعاهم سرعان ما توقف نتيجة انعدام التحفيز والتشجيع، لتعود قصة الركود الفني والثقافي إلى البليدة من جديد.