العمل الالتزام، الأخلاق والتفتح

شروط نجاح ''المشروع الموسيقي'' في الجزائر

جمال أوكيلي

مافتىء الأستاذ أمين قويدر طيلة حديثه يركز على قيم العمل والالتزام والانضباط واحترام الآخر والأخلاق والتفتح كشروط لنجاح أي مشروع يحمله الإنسان في حياته المهنية.. مؤكدا أن هذه المقاييس جديرة بان يتحلى بها المرء، وان تكون خارطة طريق للفرد من اجل اعطاء المثل للآخر.

الموسيقار أمين لا يرى اي مقاييس لتبوإ منزلة معينة دون التمسك بهذه المرجعيات النموذجية وهي حقا ضرورية ولازمة في عالم الموسيقى خاصة.. لاضفاء طابع التواصل مه الآخر وفق نظرة محببة تبني جسور التعود على تربية حاسة الاستماع وترقية الذوق الرفيع.
«ضيف الشعب» يشتغل في هذا الفضاء الصارم الذي لايسمح بتسلل او تسرب ذهنيات معينة كذلك تفسد الشكل الجمالي لما يعرف بالسمفونية، هذا هو الاطار الذي يتحرك فيه أمين قويدر، وهو احسن سفير للكفاءة الجزائرية في الخارج عمل في جل البلدان التي لها تقاليد في «الكلاسيك»، روسيا، فرنسا وغيرها من البلدان، يشرف شخصيا على ادارة الجوق او الاوركسترا السمفونية الجزائرية سواء في الخارج،، وحتى في الجزائر.
وإلمامه الكامل بالموسيقى جعله محاورا مقنعا، ومتقبلا لكل ما يقال، وفي هذا السياق اعتبر بان هذا الصنف من الموسيقى له جمهوره الخاص، المتابع له في كل المناسبات الا انه يكمل المنظومة الموسيقية الجزائرية الاخرى، ولا ينفصل عنها ابدا، وكم من قطع تم ادراجها في الدفتر الموسيقي السمفوني لها دلالة عميقة في التراث الجزائري.
وهنا قال بأن التشابه في طبيعة الآلات مثلا بين الرباب، و«الكمنجة» وغيرها،، حجة قوية ودليل متماسك على مفهوم العالمية للموسيقى،، وقد حاولنا الجمعة الفارط من اعطاء هذا البعد من المحلية الى العالمية،، بعزف روائع جزائرية من كل مناطق بلادنا وهذا بمساعدة الزميل اسماعيل بن حوحو، بادخال عامل الابداع على هذه الالوان الموسيقية،، واضافة تقاسيم من المندول وهذا كله من اجل التأكيد على جانب الثراء والتنوع والحيوية في تصفيات الاغنية الجزائرية.
ولابد من ايجاد وعاء لصب فيه المادة الخام للموسيقى الجزائرية، ونقلها بطرق مقبولة ومعقولة للضفة الاخرى من هذا الكون.. لان ذلك مطلب ملح من قبل الآخر.
وأبدى لمين قويدري استغرابه من المدارس التي تبدي رفضها القاطع فيما يخص التصرف في اصل الموسيقى الجزائرية،، وهنا اوضح بأن على هذه الجهات ان تعطي لنا البديل،، وتبحث لنا على النمط الجدير باتباعه وهذا من خلال دعوتها فورا لادخال حركية على نشاطها وعملها ولاتترك الامور جامدة وراكدة باسم التراث او غيرها من التقليلات التي تسمع في كل مرة،، لذلك فان الموسيقى السمفونية موجودة من اجل التكفل بكل هذا التبعثر الملاحظ هنا وهناك، وفق معايير علمية لا غبار عليها،، متسائلا لماذا لم نكتب موسيقانا على قواعد عالمية؟ ولابد من الآن فصاعدا الشروع في هذا التدوين الذي يكون في خدمة الجزائر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024