المخرج حسان آيت إفتان لـ''الشعب'':

تتويج فيلم ''بالكاميسكوب'' يحفز على الإنتاج بأدنى الوسائل على حساب النوعية

حاورته من تيزي وزو: ضاوية تولايت

أكد المخرج السينمائي ''حسان آيت إفتان '' إن نوعيةئ الافلام المشاركة خلال مهرجان الفيلم الأمازيغي تراجعت مقارنة بالطبعة السابقة، وذلك بسبب عدة أسباب أوردها ضمن هذا الحوار مع ''الشعب'':

«الشعب»: وجهت انتقادات لاذعة للجنة التحكيم لانتقاء الفيلم الذي يستحق الزيتونة الذهبية ما رأيكم ؟

حسان آيت إفتان: لا أشك في نزاهة وامكانية أعضاء لجنةئ التحكيمئالتي نصبتها محافظة المهرجان، لكن المؤسف أن الحكم هذه المرة لم يكن عادلا ولا منصفا بين الافلامئ المشاركة، عودة جائزة الزيتونة الذهبية لفيلم أنتج بالكاميسكوب نرى أنه ليس أبدا إنتاجا نوعيا بالنسبة لي، وهذا سيحفز المواهب الشابة على الانتاج بأدنى الوسائل دون مراعاة النوعية، سواء من حيث السيناريو، التمثيل، التصوير، الموسيقي، اللغة مع إعطاء الاحساس اللازم للفيلم، فنادرا ما نجد هذه العوامل مجتمعة في انتاجاتنا السينمائية.

¯ ما تقييمكم لفعاليات المهرجان، وبماذا شاركتم في هذه الطبعة ؟

¯¯  لا يمكنني أن أوجه انتقادات لهذا الحدث الثقافي، الذي يرمي الى وضع السينما الجزائرية في الدرب السليم، فهذا من شأنه تشجيع الانتاج السينمائي الامازيغي، ورغم ان هناك تراجع في نوعية الافلام المتنافسة هذه السنة، حيث تنافست حتى الافلام الطويلة والتي هي غائبة في هذه الطبعة، فمقارنة السينما بالسنوات المنصرمة كانت أحسن على غرار انتاج فيلم ''جبل باية'' و غيرها من أفلام ذات نوعية وجودة وسيناريوهات متقنة وغيرها، أما في السنوات الأخيرة نلاحظ تراجع الانتاج.
¯  ما الأسباب؟
¯¯ الأفلام التي شاركت في هذه الطبعة قليلة مقارنة بعدد الافلام المبرمجة و عددها ٥٢ فيلما ولم يتم اختيار سوى ١٧ منها، وبنظري فإن هذا مشكل ودليل على تراجع انتاج الافلام الناطقة بالامازيغية خلال هذه السنة، مقارنةئ بالطبعات الماضية، حيث نالت الافلام المشاركة اعجابئ الجمهور ، إلا انه خلال هذه السنة كل الافلام المبرمجة قصيرة المدى ، والتي تم انجازها من طرف المواهب الشبانية وهذا شيء مشرف ،ئكما ان الامكانياتئ المحدودة التي يستعملها المخرجون في انتاج أفلامهم، قلة الخبرة والتوجيه، مشكلة التكوين، والتقنين، هي سبب ذلك فمشكل التمويل هي من أبرز العوامل التي أثرت على نوعية الانتاج .
¯  ما هي الاستراتيجة التي يجب انتهاجها لتحسين الانتاج السينمائي؟
¯¯ لتحسين الانتاج السينمائي، لا بد على المهرجان ان يفتح ابواب المنافسة الاجنبية وذلك للتعرف عن قرب على نوعية الانتاج و التعلم من خبراتهم في الميدان على غرار سينما المغرب التي أصبحت اليوم مهدا للسينمائ الامازيغية، فهي لديها حاليا استديوهات رفيعة المستوى مكنتها من الاحتراف كمائونوعا، جعل أضخم الانتاجات العالمية توجه أنظارها إليها، وما اثار اعجابي في السينما المغربية هو ان ٨٠ بالمائة من الامكانيات المستعملة في انتاجئ الافلامئ تعود للمغربيين، إلا انه للأسف في بلادنائ هذائ الاهتمامئ غير موجود ، فالسينما الجزائرية أصبحت تذوب في أيدي الفنانين والمخرجينئ اللذينئ كافحوائ من أجلها .
¯ لو نقارن مهرجان الفيلم الامازيغي  بمهرجان أغادير من حيثئ نوعيةئ الافلامئ المعروضة ماذا تقولون ؟
¯¯ أظن أنه لا مجال للمقارنة بين الفعاليتين، كون مهرجانهم عالمي عكس مهرجان الفيلم الامازيغي بتيزي وزو، الذي يبقى محليا ووطنيا فقط وهو منظم من طرف وزارة الثقافة، في حين ان مهرجان اغادير ينظم من طرف جمعية ثقافية فتحت ابوابها  لجميع المواهب في مختلف انحاء العالم للمشاركة ما اعطى له صدى اعلاميا ، فهناك فارق شاسع بين المهرجانين ولكن كلاهما يرمي الى تشجيعئ وتطوير السينمائالامازيغية وايصال رسالتها عالميا لأن الفن السابع رسالة أولا وليست لقبا تناله في تظاهرة ، فالابداع السينمائي لا ينتهي بمجرد المشاركة في المهرجانات .
¯ بماذا شاركتهم في هذه الطبعة ؟
¯¯ هو فيلم وثائقي ينقل صورة حية عن الانجاز الكبير الذي قام به مواطنون في احدى قرى أعاليئ جبالئ جرجرة بين احضانئ الطبيعيةئ الخلابة ، بفضل تظافر الجهود والمتمثلة في ايصال قنوات المياه الصالحة للشرب الى مساكنهم ، والتي لم تستطعئ الهيئاتئ المعنيةئ انجازهئ بالرغم منئ الامكانيات التيئ بحوزتها، الا انئ عزيمةئ أهالي المنطقةئ كبيرةئ وتمكنتئ من انجاز ما عجز عنه المختصون ، ولكنئ فرحتهمئ لم تكتمل بعدما دمرت الطبيعةئ مشروعهم خلالئ العاصفةئ الثلجية التي اجتاحت منطقة القبائل في ٢٠١٢ ليعودئأهاليها لنفس الازمة و بأكثر حدة . واخترت هذا الموضوع من أجل ابراز معاناة سكان هذه المناطق النائية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024