شامة درويش في حوار مع ''الشعب''

المرأة الكاتبة تتصدى للتحديات لكن ليس بنعومة الحرف

حاورتها : امال مرابطي

اختارت الكتابة بالفصحى لتمسكها بلغة القرآن الكريم، واعتمدت العامية في قصيدة وحيدة تغنت فيها بتضحيات الجزائريين بقلم استمد قوته من حماسة ابطال الثورة التحريرية، تتمنى الخير والتطور للكتابة والأدب النسوي، حيث رأت وجوب الجمع بين الحرف الناعم للمرأة واثبات وجودها في مجتمعها بما يضمن التغيير الايجابي للحياة، انها الكاتبة شامة درويش التي خصت ''الشعب'' بهذا الحوار.
الشعب: ، حسب رأيك، ما تأثير التفتح الحضاري والموروث الثقافي على تشكيل المفردات؟
شامة درويش: الشاعر ابن بيئته، كلما انطلقنا واستشرفنا المستقبل كلما كنا أناسا حضاريين أو حداثيين، إلا أن الموروث الثقافي والإسلامي بما أننا دولة مسلمة لا ينبغي أن ننساه.
اعتمد في كتاباتي على توظيف الرمز الديني، الامازيغي، الأسطوريئوقصائدي تحمل نوعا من التمرد، حيث ئتلمحين نوعا من إنسانة ثائرة بمحاولتي أصنع قصائدئ شعرية خاصة بي.

@ باعتبارك عضوا باتحاد الكتّاب الجزائريين فرع قالمة،ئ ما هي آلية العمل التي اعتمدتها للبروز؟
@@ اعتبر عضويتي في اتحاد الكتّاب بقالمة انطلاقة فعلية،ئفالأديب يجب أن يكون معروفا، عليه أن يحتك بالأوساط الأدبية الكثيرة لتنمية حب الاطلاع من جهة، اضافة الى الرغبةئفي الكتابة اكثر.
إنشاء فرع للكتاب مع الشاعر حسين لرباع نقطة فعلية بقالمة، حيث فتح للمرأة باب ملتقى الكتابة النسوية، شاركت في فعاليات الطبعة الأولى منهفي ديسمبر  الماضي،ئوظفرت في الثاني بتحفيزات من شعراء كبار، وهنا لا اقصد الشهادت الورقية، بل أتحدث عن اللفظية، حيث لقبوني بسيدة الركح، كما أنني لم اكتشف نفسي بالتنشيط إلا مع اتحاد الكتاب، وبالنسبة لي فالهيئة تمثل نعمة للثقافة بولاية قالمة.
@ كيف تستطيع المرأة الكاتبة أن تلعب دورها الفعال في المجتمع؟
@@ المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، فهيئالنصف الأكبر: الأم، الكاتبة، والشاعرة، صدق من قال هذا القول
''الأم مدرسة إذا أعدتها.......أعدت شعبا طيب الأعراق''، ومهما قيل عنها فلن نوفيها حقها أبدا.
المرأة الكاتبة يجب أن تتصدى لكل ما هو موجود في المجتمع ليست بنعومة حرفها،ئبل بولوجها جميع الاختصاصات ومعالجتها لما يحدث في بيئتها، فالصحفية، الشاعرة، الكاتبة تحمل رسالة بقلمها، تحمل بوحا جميلا ئقد يمتعنا وقد يكون فيه نضج فكري .
المرأة الجزائرية في السبعينات كانت موجودة على الساحة الأدبية، لكن بأقلام تعد على اصابع اليد منها زهور ونيسي، زليخية سعودي هذه الابداعات المميزة، لتأتي بعدها أحلام مستغانميئوآسيا جبار، بالوصول الى العالمية، وطرق باب الأدب العربي لتحجز مكانا لها  بروايات مختلفة، فطبعا المرأة الجزائرية استطاعت أن تبرز خارج الوطن، وأعتقد بأنها تستطيع أن تصل لأبعد الحدود وهذا ما نصبو له جميعا بإذن اللّه.
@ هناك من يقرر البداية بقلمه ولا يستطيع أن يقرر النهايةئبمحاربة الظلم بإبداعه، أين هيئشامة مما يحدث في وطننا العربي؟
@@ئأكيد، قلمي يكتب ما أشعر به، وكفرد من المجتمع الجزائري والعربي اعاني ما يعانيه الكل،ئأحيانا عندما ئأرى تلك الأخبار بالقنوات العربية اعجز عن التعبير، أرى بأن اللغة عاجزة أمام سفك الدماء دون شفقة، ماذا يفعل القلم؟
لا يستطيع التعبيرئعن ذلك الواقع المر بلغة الحروف في هذه المشاهد الإنسانية، يعجز أحيانا أن يسقطها، كما أنه لديّ بعض المحاولات حول القضية الفلسطينية،ئفهي قضية أمة دامت لسنوات، وهذا لا يعني انه لم أتأثر بما يحدث بالدول العربية، لا أقول انه لا يحركني لأن الجزائر عاشت ما عاشته تلك الدول بمرارة، عاشت العراق مأساة، وما تتعرض له الدول من مؤامرات.
الكاتب يجب أن يلمس كل النقاط، التي تغير حياته، بما أن المجتمع والسياسة تغير كلها حياتنا، يجب أن نتطرق إليها، لكنني لا أحب الكتابات المناسباتية.
@ ما هي نظرتك للأدب وهل تفضلين الكتابة باللغة الفصحى أم العامية؟
@@ بالطبع أميل إلى الكتابة بالفصحى، أقدس لغة القرآن الكريم لأنها الأقرب إلى قلبي، فكوني أستاذة أدب عربي بالثانوي هذا ما زادني اهتماما بها، ويقول المثل ''من أحبه اللّه جعل الناس يحبونه''.
 أجد نفسي كثيرا في التعليم وأمارس النشاط الثقافي بتنشيط هذا الحقل بالمدارس، تشجيع التلاميذ والطلبة على الولوج إلى عالم الكتابة، كما اميل الى تنشيط الملتقيات والفعاليات الثقافية الأدبية، فكل مرة أكتشف جانبا من جوانبي الجريئة.
كتبت قصيدة واحدة بالدارجة كانت هدية لأبي في الملتقى السابق حول القصيدة الثورية، ولا أظن انني سأعود لمثل هذه الكتابة، فوقتها هزتني الحماسة حماسة والدي وجهاده الصادق في فترة الاستعمار وضعت فيها القصيدة وكأنها سيرة ذاتية في قصيدة شعبية :
يا قالمة احكي للي  جاء من بعدي  وقولي هذا القول راه كان كبير   
حكاية درويش كان رجل جندي   سيف الهوارة واستري ناس الخير
في ماونة الثوار تهلل وتنادي    يارب تنصرنا ونصرك كان كبير
@ هل تكتبين كل ما تشاهدينه؟
@@ أنقل أحزاني أفراحي، وتحدياتي، ربما اعبر على نفسي لأنقلها للآخر.
لا يستطيع أي أديب أو كاتب أن يلغي ذاته لأنها الانطلاقة الأولى وكل أثر عمل موجود في صدر الكاتب.
@ وماذا تقول لنا شامة عن الأدب النسوي؟
@@ ملتقى الكتابة النسوية في الجزائر، الذي احتضنته قالمة في طبعته الثانية بمثابة تشجيع لمواصلة العمل على التطور والابداع في المجال الأدبي، اما من ناحية النقد فلست في موقع الحكم على الأقلام الموجودة لكنني استمتعت بالاستماع لشاعرات مجيدات في الشعر الشعبي وتأثرت بهن.
هناك من تلمسين فيهن تحديا من خلال معالجتهم للقضايا الاجتماعية، ولكن طبعا فأنا أنقل ما أشعر به ولست ناقدة وأتمنى أن تتحسن رؤانا المستقبلية وتنضج أفكارنا أكثر لنحسن مستوانا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024