حرب مالي تلقي بظلالها على صالون الكتاب بوهران

مثقفون يدعون إلى التصدي للتداعيات الخطيرة

وهران: براهمية.م

أبدى المشاركون في الندوة التفاعلية، بالصالون الوطني العاشر للكتاب بوهران، مخاوف حقيقية، من تداعيات خطيرة متوقعة على أمن المنطقة المغاربية، إذا استمرت حرب مالي مدة طويلة، وطالبوا بإعادة النظر في تقييم الموضوع، والاستفادة من الآراء ووجهات النظر، التي يقدمها الخبراء من أجل تجنيب المنطقة مختلف أشكال الأخطار المتوقعة.
وهو محور نقاش ثري، ساهم فيه كل من الدكتور مرسلي لعرج، والدكتور برياح مختار، من جامعة وهران تحت عنوان «الحرب الفرنسية في مالي، وتداعياتها على أمن المنطقة المغاربية»، وقدم الدكتور، مرسلي عرضا لخريطة الجماعات المسلحة في شمال مالي، والتي فرق بينها، وبين حركة تحرير الأزواد، التي تسعى إلى المطالبة بتحسين أوضاع سكان شمال مالي، في الوقت الذي تعمل فيه الجماعات المسلحة، إلى نشر الإرهاب والرعب في المنطقة برمتها.
أما الدكتور مختار برياح، فأكد بأنه من الضروري، فهم هذا الفكر واستيعابه، حتى نحصل على فهم جيد لما يحدث في العالم؟، وفي سياق تدخله استعرض ما أسماه بمرجعيات الفكر السياسي الغربي، وتعامله مع العالم العربي بصفة عامة، وأشار إلى أن حرب مالي ما تزال غير مفهومة، من طرف الرأي العام الوطني، كون المؤسسات الإعلامية الفرنسية تقوم بعمليات تضليل له، ولا تقدم له المؤسسات العلمية الرؤية الواضحة لما يدور، أن الغرب تمكن من إنجاز خريطة انتربولوجية دقيقة للعالم العربي، بحيث أصبح يفهم ويعرف نفسية وعقلية الإنسان العربي، ويحدد اتجاهات تحركاته ومواقفه تجاه الأوضاع.
وقد تطرق النقاش، إلى الكثير من المخاطر المتوقعة على أمن المنطقة المغاربية، مذكرا بأن تداعيات الحرب، بدأت تظهر بداية من نزوح آلاف الماليين، إلى دول المنطقة المغاربية، وهو ما يشكل خطر كبير، بداية من التكاليف الباهظة، التي ستتكبدها هذه الدول، بداية من انتشار الأمراض والآفات الاجتماعية والأخلاقية، والتأثير في البنية الديمغرافية، وغيرها مما ينجر عن هذا النزوح، إضافة إلى التكاليف التى ستخصصها لحماية الحدود ومراقبتها، وتجنب انتشار تجارة السلاح وتوسع مجالات الجريمة، التي تتوسع في المنطقة، خاصة وأن الخطر الإرهابي لا يوجد في شمال مالي، بل يتمدد في منطقة الساحل الإفريقي، الذي يمتد من الصومال شرقا، إلى نيجيريا غربا، والذي يعتبر من أعلى مناطق العالم فقرا، وأكثرها تخلفا.
وهناك مواضيع أخرى شملها النقاش منها عبور الطائرات الفرنسية للأجواء الجزائرية، التي اعتبرها الدكتور بالرياح، أنها عادية، ولا تتعلق بالسيادة الوطنية، لأن الأمر اليوم، قد تغير فيه مفهوم السيادة الوطنية، وأن الثورات التكنولوجية الحديثة، قد أزالت الكثير من المفاهيم القديمة، وطالب بأن يتم التوقف عما اسماه التضليل الإعلامي والثقافي، الذى تقوم به مجموعة من الأطراف، من أجل نشر المفاهيم الخاطئة للموضوع، وإبعاد الرأي العام عن الأخطار والتهديدات الحقيقية، المتوقعة جراء هذه الحرب.
من جهته الدكتور مرسلي، ألح على ضرورة الإنتباه إلى الخطر الذي تمثله الجماعات المسلحة، وبالذات التطور الكبير، والانتشار الأوسع للفكر التكفيري، والسلوك المتطرف، وبالذات على الأجيال الجديدة، والتي تجد نفسها مجبرة اليوم على استهلاكه، تحت تأثير القوة الطاغية للوسائل الاتصالية الحديثة، وهو الأمر الذي يشكل حسبه، الخطر الأكبر على أمن
المنطقة المغاربية، والذي يتطلب التنبه والتجند له لمواجهته، من طرف النخب والمؤسسات، من خلال إعادة بعث فعالياتها من جديد، والسعي إلى المساهمة الفكرية والثقافية الجادة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024