تعكس التعاقب الحضاري على قالمة

اكتشاف آثار بعدة مناطق تعود إلى العهد الروماني

قالمة: آمال مرابطي

تعد قالمة من المدن الأثرية الهامة في الجزائر وكان لموقعها الاستراتيجي الفضل في ذلك، من تراث مادي ملموس له قيمة تاريخية واثرية عريقة، التي مضى عليها اكثر من ثلاث مائة عام كالنقوش والعملات والاختام المحفورة، تماثيل ومنحوتات، بالإضافة إلى مباني ومواقع أثرية ونقوش ورسوم على الصخور، كما توجد بهذه المادة الأثرية والتاريخية عدة مواقع هامة مازالت تكتم أسرارها وتاريخ مجتمعها.
وحسب ما تم إعلام «الشعب» به من مصدر مسؤول بمصلحة التراث الثقافي بالمديرية الولائية، فقد تم مؤخرا اكتشاف مناطق أثرية بعدة أماكن بالولاية، كانت ببلدية قلعة بوصبع، التي اكتشفت من طرف عمال ورشة انجاز مشروع ٦٠ مسكنا، وعلى اثر حضور للجنة من طرف وزارة الثقافة لمعاينة المكتشفات ومكان اكتشافها ببلدية قلعة بوصبع، بمشاركة مختصين من المركز الوطني للبحث في علم الآثار بقيادة رئيس البعثة  السيد عريفي إلياس والمختصين عاقر عبد الرحيم، بن علال نصيرة، زرارقة عادل وفية، والسيد علواش مصطفى، تم العثور على قطع أثرية متواجدة داخل قبر يعود للفترة الرومانية، اثر أشغال حفر تمت بمحاذاة الطريق الوطني رقم ٢١ الرابط بين ولايتي قالمة وعنابة.
كما تم العثور على بقايا فخارية لجرة و واخرى عظمية لإنسان تعود للفترة الرومانية، بالإضافة لبعض الشقف الفخارية لبلاطات متناثرة بالموقع، كانت تستعمل لتغطية القبور، اضافة الى بعض العناصر المعمارية وُجدت بالموقع أثناء عملية الحفر، وقطع  زجاجية ملونة وقطع الحلي المصنوع من مادة البرونز.
 ومن جهة أخرى تم العثور على مكتشفات أثرية ببلدية بوحشانة، حسب ما اكدته بوعزة ليلى مختصة في علم الآثار بمديرية الثقافة لـ«الشعب»، حيث قالت انه خلال فترة التربص كلفت بعض الطلبة بالقيام بزيارات ميدانية لمواقع ومعالم أثرية بتاريخ ٢٠ مارس ٢٠١٣، تم على إثرها العثور على لقى أثرية ببلدية بوحاشنة بمشتة الباردة وبالضبط بطبة البزخة  التابعة لعائلة «ق.م»، كانت متواجدة بين التربة ، تعود للفترة الرومانية، ويعتقد أنها ظهرت لأول مرة في سنة١٩٨٢   بسبب سقوط الأمطار.
اضافة الى القطع المكتشفة السابقة الذكر، تم العثورعلى نقيشة لاتينية عبارة عن نصب جنائزي لزوجين تعود للفترة الرومانية، ونصب جنائزي ثان به نحت في الأعلى عبارة عن زهرة تعود كذلك لذات الفترة، وبعض الشقف الفخارية والعناصر المعمارية التي وجدت بالموقع، فيما تم اكتشاف موقع آخر قرب مشتة الباردة بطبخة البزخة، على قبور ترجع لفترة فجر التاريخ، وهي عبارة عن مقبرة تحتوي على عدة قبور من نوع تيميليس .
وعن أهمية المواقع الأثرية قالت بوعزة ليلى مسؤولة بمصلحة التراث الثقافي بالمديرية الولائية للثقافة لـ«الشعب»، بان «المناطق الأثرية لها أهمية كبيرة ، لذا من الضروري الحفاظ عليها لما تحتويه من تراث في الأثاث الجنائزي  المتواجد في المقابر بمنطقة قلعة بوصبع، وبالضبط بمحاذاة الطريق الوطني الرابط بين ولايتي قالمة وعنابة من الجهة اليسرى ، فالحفرية الإنقاذية التي قام بها المركز الوطني  بالتنسيق مع مديرية الثقافة، تعتبر بداية فقط لأن الموقع الذي أجريت فيها الحفرية لم تكتشف بعد عن كل مخزونه الأثري الذي تزخر به بلادنا، والذي يعكس التعاقب الحضاري على ولاية قالمة بصفتها إحدى اعرق الولايات الأثرية والتاريخية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024