التأكيد على هيكلته مع وضع تصوّر تشريعي وتنظيمي له
خرجت الندوة الفكرية حول اسهامات مسرح الهواة في الحركة المسرحية بالجزائر المنظمة في اطار الجانب الأكاديمي للطبعة الخمسين لمهرجان مسرح الهواة، بتوصيات عدة تعنى بالحفاظ على ديمومة واستمرارية أهم تظاهرة ثقافية وفنية في الجزائر، وانصبت توصيات الندوة الفكرية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة أساسا على إعادة النظر في الهيكلة الحالية للمهرجان الموسومة بـ»محافظة المهرجان» وانشاء جمعية وطنية ينتقى أعضاؤها من خلال عملية انتخاب ويشارك فيها اهم الممارسين لمسرح الهواة، وتجمع بين اهم الكفاءات العلمية والفنية والإعلامية على المستوى الوطني، والمؤهلة لوضع التصور التشريعي والتنظيمي لحركة مسرح الهواة.
وتتمحور مهام هذه الهيئة البديلة لمحافظة المهرجان في جمع الأرشيف وتصنيفه وطبعه خدمة للباحثين الأكاديميين حتى يصبح أرشيف التظاهرة مرجعا علميا للطلبة الجامعيين والمهتمين بالمسرح، كما اتفق المشاركون في المهرجان من قدامى المؤسسين والنقاد والاعلاميين على مطلب مراجعة التنظيم الحالي للمهرجان من خلال اعداد أرضية تشريعية للقانون الأساسي لمسرح الهواة، يعرض ويناقش ضمن لجنة الثقافة للمجلس الشعبي الوطني.
تمّ إعداد برنامج خماسي تنظيمي يشمل 6 محاور من تنظيم التظاهرة وتأطيرها وطرق تمويلها ووضع اجراءات تسهل للمهرجان الانتساب الى التنظيمات الدولية والمشاركة والتعاون مع مهرجانات دولية بهدف تبادل التجارب والخبرات في مجال التكوين خاصة، ومن ثمة الارتقاء به الى مصاف المهرجاننات المسرحية العالمية، كما دعا المشاركون في خلاصة النقاش الجاد الذي تخللته الندوة الفكرية حول اسهامات المسرح إلى وضع مخطط تعاون مع قطاعات أخرى مثل وزارة الشبيبة والرياضة، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة التربية الوطنية ووزارة السياحة والصناعات التقليدية.
اكتشاف المواهب ورسكلتها حفاظا على ديمومة أب الفنون
لتنشيط الحركية المسرحية في الجزائر واكتشاف المواهب الجديدة وتبنيها لصقل قدراتها الفنية، كما اقترح المشاركون في الندوة الفكرية وفي إطار مستغانم عاصمة المسرح لسنة 2017، مواصلة تنظيم الندوات الفكرية والورشات التطبيقية من اجل تنفيذ هذه التوصيات وضبط مشروع تشريعي وتنظيمي حول القانون التأسيسي لمسرح الهواة والإطار التنظيمي وصيغه المحتملة تنظيما وهيكلة وتشريعا.
في جانب أخر، نوّه المشاركون في الندوة بالإرادة القوية لمحافظة المهرجان التي سمحت بفسح مجال النقاش والتفكير الحر بعيدا عن الحسابات الضيقة والجهوية التي كادت تحجب أفاق مستقبل المهرجان، من اجل النهوض بالتظاهرة والارتقاء بها الى مصاف المهرجانات العالمية والحفاظ على استمراريته كأعرق تظاهرة فنية مسرحية في الجزائر.
يذكر ان الندوة الفكرية التي خلصت إلى توصيات تصبّ في صالح استمرارية مسرح الهواة في الجزائر، قد تطرقت خلال اليومين الماضيين إلى 6 محاور أهمها التأريخ للمهرجان والاستراتيجيات التنظيمية في رفع مستوى مهرجان الوطني لمسرح الهواة إلى الأبعاد العالمية من أجل تحسين وترقية الممارسة المسرحية في الجزائر وتحديد قانون المهرجان الوطني لمسرح الهواة، وشارك في جلسات الندوة أساتذة جامعيون وصحفيون وممارسين لمسرح الهواة شباب وقدماء المؤسسين للمهرجان، أثرت نقاشاتهم مجال تحليل الجانب التاريخي للمهرجان في تفاصيله السياسية والسوسيوثقافية والاقتصادية والتنظيمية والفنية والإعلامية التي ضمنت وحّققت استمرارية أهم تظاهرة ثقافية في الجزائر.