الإعلامية سي بوعزة حفيظة تثير إشكالية النقد المسرحي

غياب الجمهور بقاعات العرض أثّر سلبا على الخطاب النقدي

تلمسان: محمد ــ ب

احتضن أول أمس معهد الآداب واللغات والفنون بجامعة تلمسان أشغال الملتقى الوطني حول “آليات النقد المسرحي”، بمشاركة أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن، جاؤوا لفكّ شفرات عدة محاور أهمها اشكالية الجمهور والمسرح، والغياب المسجّل في جل العروض المبرمجة فوق الركح، إلى جانب واقع الإعلام في الحركة النقدية.

وقد ألقت الأستاذة والإعلامية سي بوعزة حفيظة من المركز الجامعي لولاية عين تموشنت مداخلة حول “النقد المسرحي من منظور الإعلام بين الغائب والحاضر”، مؤكدة أنّ النّقد المسرحي في الإعلام الجزائري بمختلف وسائله المكتوبة والمرئية والمسموعة يكاد يكون هامشياً، وسط ما تشهده  الصحافة الفنية في مختلف الدول العربية والأجنبية من تطوّر ملحوظ ومتابعة حريصة، واهتمام كبير من طرف إعلاميين محترفين.
وبحكم مهنتها كإعلامية تهتم بالقطاع الثقافي وما يختزنه من فنون، آداب، إبداعات فنّية ومتابعة لمختلف الفعاليات المندرجة في الفن الرابع، ذكرت أنّ النقد الصحفي للمسرح يقتصر على نقاط كبرى تندرج في إطار مراحل  أهمها: مشاهدة التدريبات للعمل المجهّز، عقد لقاءات مع المخرج، إجراء دردشات خفيفة مع الممثلين فوق الركح وتفحّص الديكور المستعمل، معرفة مكان وتوقيت تقديم العرض...إلخ
وقالت ذات الاعلامية أنّ “هذه المراحل تعد جدّ مهمة في الترويج للعمل المسرحي المبرمج تقديمه، وصياغته كمقال إعلامي فقط”، وأضافت أنّ غياب الجمهورعن قاعات العرض أثّر سلبا على الخطاب النقدي.
وتأسّفت سي بوعزة حفيظة على اقتصار اهتمام جلّ الصحف الجهوية والوطنية بالجزائر المهتمة بالمواهب، حسبها، بالمسرح في المناسبات،

حيث يتزامن الالتقاء وأبي الفنون مع التظاهرات المرتبطة بالمهرجانات الموسمية، بينما يهمل المسرح كغيره من الفنون خلال الأيام الأخرى، مقابل ذلك يرى مختصون في المجال النقدي أنّ الكتابة الصحفية في المسرح تقتصر فقط على التعريف بالمسرحية وأحداثها والممثلين، الديكور،  الإقتباس، الإهتمام بالميزانية المخصّصة، المعوقات التي تواجه المشاركين في العمل..إلى الهدف من المنتوج ومدى تفاعل الجمهور مع آداء الممثّلين، قائلة في هذا الصدد: “إن وجدنا نقداً فإنّه مجرد إشارات قصيرة جداً أو انطباعات ذاتية بعيدا عن الاحترافية، حيث يغيب النقد العلمي المبني على التحليل والتمحيص”.
ونوّهت ذات الاعلامية حفيظة بوجود جرائد رغم المساحة الصغيرة المخصّصة لها تهتم بالحراك الثقافي والفنّي في الجزائر على وجه الخصوص، وتفتح صفحاتها للمساهمات الأدبية والفنّية، كما تخصّص ملاحق ثقافية وملفات بإشراك كتّاب، “مثلما قدّمه ولا يزال يقدّمه الصحفي والناقد محمد بن زيان، الذي برز من خلال كتاباته وحواراته التي تصبّ في مجال النقد الفنّي عموما.
وتساءلت ما العلاقة بين الصحافة الجزائرية المحلية والمسرح؟ وهي ترى أنّ حلّ هذه الإشكالية لا يكمن في مطالبة الصحفي أو الناقد المسرحي بالكتابة عن المسرح، قبل وأثناء وبعد العرض سواء كان العرض منفرداً أو وسط مجموعة من العروض بمهرجان مسرحي، بل إنّ المطالبة تكمن في استمرارية العروض المسرحية طوال العام، مؤكدة أنّ المتتبّع للفعاليات المسرحية يمكن تجميع أفكاره وقولبة ذلك في خزانة فكرية يستطيع من خلالها تقديم قراءات، مبدئيا، في العروض أو الأعمال المسرحية المقدمّة فوق الركح، للوصول إلى محطة المتلقي التي هي الهدف والغاية معا.
وأضافت سي بوعزة حفيظة: “إن سلّمنا بأنّ المسرح قد ظلم إعلامياً، فعشرات العروض بمهرجانات محلية وخارجية تمثّل قطاعات ثقافية مختلفة من شتى أرجاء الوطن قدّمت وسط جمهور يعدّ على الأصابع، ويكاد أن يكون الحضور هم المدعوون فقط بواسطة البطاقات، والسؤال القائم دائماً:  ما السبب في هذا الغياب، هل هي الصفحات الفنية أم القائمون على ذلك النشاط المسرحي؟ فهل الإشكالية تكمن في غياب الفعل المسرحي الاجتماعي الملامس لقضايا وهموم المواطن، أم أن النفور له علاقة بغياب الاهتمام والرغبة؟
وأكّدت ذات المتحدثة أنّ المسرح يحتاج إلى جهد ليصل للآخرين من مكان خاص يكون مهيئاً للعرض المسرحي، وتوقيت مناسب، والأفضل بالأماكن العمومية، أو ما يسمى بمسرح الشارع، حيث وبدون شعور يشاهد المواطن العرض المبرمج، وقد وقفنا في عدة مناسبات على توافد الجمهور على العروض الفنّية المقدمة في الهواء الطلق وخاصة بالأماكن العمومية، وكأنه يبحث عن الأماكن المفتوحة، بعيدا عن الزوايا المغلقة.
وأثناء أشغال الملتقى، دعت إلى إنشاء مراكز تدريب إعلامية في النقد المسرحي، يشرف عليها نقّاد وأساتذة الفن الرابع بجامعات الوطن، وهذا لتكوين إعلاميين ذوي احترافية في النقد المسرحي، إلى جانب إجراء لقاءات دورية بين إعلاميين ومسرحيين أكاديميين لفتح النقاش حول قضايا الفن الرابع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024