ضرورة البحث عن أسباب تدني الإنتاج

تعـــدد القنـــوات لم ينعش الحـركـة الثقافيـــة

حكيم/ب

لم يكن للقنوات الخاصة التي شرعت في البث منذ أكثر من عام تأثير كبير على إنعاش الحركة الثقافية وتشجيع الأسرة الفنية على تقديم الأحسن، وكان شهر رمضان أحسن مقياس للحكم على التوجهات العامة للثقافة الجزائرية من خلال الإنتاج الدرامي و''السيتكوم'' وغيرها من البرامج،وهو ما يوحي بضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية لتدني الإنتاج وانتشار الرداءة والسطحية.

وتقاطعت مختلف دعوات الفنانين إلى ضرورة الإسراع في إصدار قانون الفنان للقضاء على الفوضى واحتكار الإنتاج وفتح قنوات التمويل وعدم انتظار ما تجود به وزارة الثقافة التي لم تسطع ميزانيتها الاستجابة لجميع طلبات التمويل وهو ما أدخل الكثير من المقترحات والمشاريع أدراج الانتظار.
وما يؤكد الشرخ العميق للأسرة الفنية هو تهجم الفنانين على أعمالهم في مشهد لا يشرف أبدا الثقافة الجزائرية كما لم يتوان البعض في فتح النار على قنوات التلفزيون الجزائري وهم الذين احتكروا الظهور فيه لسنوات طويلة، ونحن الذين لم نقف على تحسن كبير في ما قدموه على القنوات الخاصة.
كما تبين أن التفتح على السوق كثيرا وجلب ممولين جدد لن يشفع للأسرة الفنية في التحرر من عامل الرقابة لأن الشركات التي تقبل تمويل أي مشروع تفرغ المسلسلات من روحها وتجعلها ومضة اشهارية مملة هدفها فقط إقناع المشاهد باقتناء سلعة معينة في الوقت الذي يتجاوز فيه هدف الإنتاج الدرامي التسويق للمنتجات الاقتصادية.
ويبقى إصدار القانون الخاص بالفنان أكبر أولوية لتنظيم الساحة الفنية وتصفيتها من الشوائب وحماية حقوق الفنانين والممثلين وتحقيق التوازن بين مختلف الفنون لضمان حد أدنى من التنوع الثقافي والمساهمة في حماية موروثنا الثقافي المهدد أمام زحف مختلف الثقافات الأجنبية وخاصة الأوروبية والأمريكية والتركية، وحتى أمريكا الجنوبية وآسيا التي وجدت في الجزائر منطقة خصبة لتسويق قيمها وعاداتها وتقاليدها في صورة تعكس التنافس العالمي في المجال الثقافي وسعي كل دولة لدخول المجالات الحيوية من باب الثقافة ثم التوسع اقتصاديا.
إن فتح السمعي البصري وحده لن يكفي لتدارك التأخر وحتى وان استفاد الفنانون من عائدات مالية مهمة إلا أن ذلك لن يعود على الثقافة بشيء بل سيزيد الطين بلة إذا ما تحولت الثقافة إلى سلعة تباع بأية طريقة لأن انعكاساتها ستكون سلبية على الديناميكية الاجتماعية وستشجع العزلة والاغتراب الثقافي أكثر وتشجيع المشاهد والرأي العام على تتبع القنوات الفضائية الأجنبية حتى نصل الى فقدان الثقة في كل ما هو جزائري وعندها لن يشفع أي شيء لا سترداد عاداتنا وتقاليدنا     

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024