في لقاء بمتحف “سيرتا” بقسنطينة

الباحث “حسين طاوطاو” يحاضر حول أصول التقويم الأمازيغي والملك شيشناق

قسنطينة: أحمد دبيلي

قدم الدكتور”حسين طاوطاو” مختص في علم الآثار، عشية أول أمس، بالمتحف العمومي الوطني “سيرتا” بقسنطينة محاضرة بمناسبة الاحتفال برأس السنة الامازيغية تحت عنوان: “ الاحتفال بيناير، التقويم البربري وشيشناق: الأصل والحقيقة “ حضرها نخبة من المهتمين بالثقافة الوطنية والتاريخ. قال الأستاذ “ طاوطاو” في بداية مداخلته، أن مسألة بداية التقويم البربري أو الأمازيغي تطرح إشكالية كبيرة وتحتاج الى دراسات معمّقة لفك طلاسمها وهو ما حذا بي ـ كما أضاف ـ الى محاولة الوصول الى حقيقة هذا التقويم من خلال مصادر تاريخية علمية موثوق في صحتها.

أضاف المحاضر أن بداية البحث في هذا الموضوع جاءت بعد طرح العديد من الأسئلة منها، مدى حقيقة هذا التقويم، ولماذا يبدأ في 12 من الشهر عوض بدايته؟؟؟؟ وما علاقة هذا التقويم بشخصية الملك “ شيشناق “، وهل هذه الشخصية حقيقية أم خيالية؟
 تبين لي بحسب ـ ما قال ـ وبعد الرجوع الى العديد من المصادر أن مسألة التقويم الامازيغي طرحتها في بداية الأمر وتحديدا، سنة 1966 الجمعية أو “الأكاديمية” التي كانت تدعو آنذاك الى طرح قضية الثقافة الامازيغية وحيث تولى السيد “عمار نقادي”، وهو عضو في هذه الجمعية الى وضع هذا التقويم وهي في الحقيقة “رزنامة” كتبت بالتفيناغ وتم ربطها باعتلاء “شيشناق” حكم مصر كفرعون في عهد السلالة الحاكمة 22، وحدد تاريخها آنذاك بـ “ 2930” ولكن بقي الغموض يكتنف هذا التقويم الذي لم يعط له تفسيرا تاريخيا مبني على أسس المعرفة العلمية الحقيقية ؟
يضيف المحاضر، انه بعد الدراسة والتمحيص اتضح أن التقويم البربري لا وجود له على أرض الواقع، بل اعتمدنا في الحقيقة التقويم الروماني وان مسألة “ يناير” ما هي إلا تحريف لشهر” يناريوس” الروماني، لأن الرومان كانوا يسمون شهورهم بأسماء الآلهة وان شهر “يناير” يبدأ عندهم في اليوم 13، وهذا اليوم يتقرب فيه الرومان الى الإله “جانوس” بالقربان، ومن المفيد ـ كما قال ـ ان هذا التقويم ورثناه ويجد أسس تفسيره من التاريخ نفسه.
عن الملك “ شيشناق” الذي أصبح فيما بعد “ فرعون” مصر قال المحاضر هو” شيشناق الأول “ وهوشخصية حقيقية من أصول “ ليبية” بحسب التسمية الإغريقية وأي بربرية أوأمازيغية ـ التسميات المتأخرة ـ وقد حكم مصر في 945 قبل الميلاد لمدة 20 سنة وتوفي سنة 925 وإذا تم حقيقة اعتماد التقويم الامازيغي بفترة حكمه فإن السنة المرجحة في التقويم الصحيح هي 2963 . خلص المحاضر الى أن أكاديمية اللغة الامازيغية والتي تعتبر فكرة جادة يجب أن نهتم ومن خلالها الى التعرف على تاريخنا ولأن التاريخ مسألة مهمة والشعب الذي لا يعرف ماضيه لن يعيش حاضره ولا يستطيع أن يخطط لمستقبله. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024