''الشعب'' تتغلغل في سحر أنغــــام ''الاسطبار'' و''الشوار'' التندوفية:

الإنشاد مفخرة المزج بين التراث والعصرنة

المدية : م.أمين عباس

استمتع سكان عاصمة التيتري بالبرنامج الثقافي والتراثي الضارب في عمق تاريخ تندوف بدار الثقافة حسن الحسني على مدار أيام من العرض لزخمه وأداء فرقه ''الإسطبار''، ''الشوار''، ''قنقا''، حيث تفاعل الجمهور بما جادت به حناجر وأعناق وأناملئهذه الولاية وسط  تمازج القرائح  والثقافات بسبب موقعها الجغرافي ما بين الغيواني والديواني والمدائح الدينية  بمشاركة نحو ٤٥ فنانا وعارضا بما بعث المتعة في نفوس سكان المدية.
في هذه الأيام الصيفية اقتربت ''الشعب'' من بعض حاملي الإرث الفني والثقافي لتندوف إلى المدية لتغوص في سحر هذه المنطقة الجنوبية من الوطن.
الفنان بشير جيلالي.. الجنوب في حاجة إلى تظاهرات تخرجه من عزلته
تحدث بشيرئجيلالي نائب رئيس فرقة الإسطبار قائلا ''إن تسمية هذه الفرقة ونشطائها بنحو ١٤ عضوا رسميا دلالة على تعلق الرجل التندوفي بالصبر القوي .. الأمر الذي ربط كنية هذه الهيئة بهذه الخصلة الربانية، كما أنها تابعة للجمعية الثقافية ''مالك بن نبي'' وهذا نسبة واقتداء وعملا بنهج هذا العلامة والمصلح الفذ.
أكد جيلالي لـ''الشعب'' في هذه السانحة على هامش السهرة الفنية التي أحيتها فرقته بالفضاء الخارجي بهذه المؤسسة الثقافية بالمدية لبعض من ساكني عاصمة التيتري من عمرئهذا الأسبوع الثقافي، عقب خرجة سياحية خصّ بها هذا الوفد إلى منعرجات الشفة، أن هيئته تعمل في جميع الطبوع ولا سيما في مجال الإنشاد والمديح الدينيئالأمرالذي سمح لها من انجاز قرص بعنوان «يا سعد أمك يا حليمة» وهذا في استغلال لكلمات تراثية تم تطويرها فصارت كلمات راقية باعثة للحس الفني إلى جانب استعدادها لإنتاج قرص آخرئفي القريب بعد استعمال خليط من الألوان الفنية.
وعن أجواء جولتهم التي قادتهم نحو هذه الولاية الوسطى، كشف ذات المسؤول في هذا السياق بأن هذه الزيارة تعد بالنسبة له الأولى من نوعها بما في ذلك بالنسبة لكل طاقم الوفد المرافق له، مبيديا إعجابه بما لقي من ترحاب من طرف المواطنين والمشرفين علىئمحافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية بهذه ''الولاية المحافظة والنظيفة وطيبة الأعراف نظير حسن الضيافة والاستقبال''، مشيرا من جهة أخرى أن فرقته باتت منذ سنوات تسعى جاهدة لتطوير أعمالها نحو العالمية عبر إعطاء هذه الكلمات الروحية ايقاعات هندية من أجل منحها نكهة جديدة على أمل  توسيع  ذلك  إلى الطابع الفرنسي والإنجليزي والمشرقي  والمغربي والإفريقي بما يخدم آذان المتلقي وسمعه وتجعل منها ذات رواج عالمي دون اخراجها  من محتواها وعمقها ورسائلها الهادفة إلى خدمة الرسالة  المحمدية.
كما أكد ذات المتحدث، أن الأسابيع الثقافية التي سطرتها وزارة الثقافة فتحت لأعضاء فرقته المؤسسة عام ١٩٩٨، فرصة التزاور في ما بين أبناء هذا الوطن المترامي، قائلا في هذا الصدد ''لولا هذه التظاهرات الثقافية لما منحت لهم  هذه الفرصة لمخالطة والإحتكاك بسكان هذه الولاية ونظريتها سوق أهراس وباقي ولايات الوطن''، مؤكدا في زاوية أخرى أن هذه الأسابيع  تعد محطات  هامة لاكتشاف  تراث وطباع  وطبوع وتاريخ مختلف ربوع الوطن ، ''هذه القارة الشاسعة'' وفرص لإخراج سكان الجنوب من عزلتهم.
وعن تفاعل نخب وسكان الولايات التي زارها وفد ولاية تندوف، استطرد محدثنا قوله ''هناك  ولايات تهتم كثيرا بتراثنا من منطلق أن هذه الزخم خاصة الإنشاد هادف وله ثمرة مرجوة في تربية الناشئة، بينما هناك من لا يعير أهمية لما نقدمه بالنظر إلى خصوصية  كل منطقة على أخرى''، مختتما افادته هذه بتوجيه الشكر إلى هذه  سكان المدية المحافظة  ومسؤوليها وكذا الوزارة  الوصية، التي اهتمت بمجال الإنشاد وناصفوه، ''وإن يدل ذلك إنما يدل على حرص الجهة الوصية على الإهتمام بهذا الموروث الثقافي العالمي، متمنيا المزيد من الاهتمام بهذا الميدان حتى يأخذ نجوميته على اعتبار بأن الإنشاد كان وما يزال مفخرة بدليل أنه كلما شاركت الجزائر في كبريات المسابقات في الشارقة إلا وحصدت الأصوات الجزائرية أرقى المراتب والشهادات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024