خلص الملتقى الوطني الأول من نوعه حول الأدب الصوفي بين آليات بناء الظاهر النصي وتعدد الباطن الفكري بعدما أثارته الطبعة الوطنية الأولى من أهمية للموضوع وتوسع في قراءاته إلى مجموعة من التوصيات الهامة من أجل ترقية الملتقى ليكون دوليا ويتيح فرصة الإطلاع على التجارب النصية الصوفية في بقية البلدان العربية، بالإضافة إلى إشراك الجمعيات الثقافية والتراثية في فعاليات الملتقى وتوسيع مساهمتها لتنقل تجاربها في جمع وتحقيق النص الصوفي.
من بين أبرز ما تم التأكيد عليه أيضا هو تفعيل مقاييس متعلقة بالأدب الصوفي في الجامعة بشكل أوسع لتعريف الطالب بهذا الإنتاج الأدبي، التركيز على الجوانب التطبيقية في معالجة النص الصوفي، محاولة استضافة تجارب صوفية فعلية لتنقل تجربتها للباحثين، فتح الورشات للمشاركة الطلابية، تنظيم طبعات الملتقى بالتنسيق مع الزوايا من أجل تقريب الباحثين من أصول النص الصوفي وطبع أعمال الملتقى وتضمينها تعريفات بأهم الأسماء الصوفية في المنطقة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء العلمي الذي احتضن فعالياته، نهاية الأسبوع، قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة قاصدين كرباج ورقلة، تدارس من خلاله كوكبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين الأكاديميين وكذا المهتمين بحضور مميز أيضا لشيخ الزاوية القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا لحسن حساني وممثلين عن الزاوية التيجانية بتماسين وزاوية مسعود بن مسعود بالطلبات ماهية آليات بناء النص في الأدب الصوفي (شعرا ونثرا)، إنعكاس التعدد الفكري الصوفي على أدبه من حيث البناء والموضوعات، مقاربة النصوص الأدبية الصوفية في ظل التعدد والاختلاف الذي تتميّز به وذلك من خلال التركيز على محاور عدة وهي، آليات بناء النص الأدبي الصوفي عبر أهم مراحل التصوف في التاريخ الإسلامي وقيمه الجمالية، علاقة الظاهر البنائي في النص الصوفي بالباطن الفكري للمتصوّف، مقاربة النصوص الأدبية الصوفية وحضور البعْد الصوفي في النصوص الأدبية.
