بعد توقف دام ست سنوات

البوليساريو والمغرب وجها لوجه في جنيف

غوتيريس: مفاوضات دون شروط مسبقة

انطلقت أمس، بالعاصمة السويسرية جنيف، الجلسة الأولى  للمفاوضات التمهيدية، بين جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمغرب، بحضور الجزائر وموريتانيا بصفة ملاحظ، وتحت إشراف المبعوث الشخصي للأمم المتحدة هورست كوهلر إلى الصحراء الغربية.

 نقلت وكالة الأنباء الصحراوية عن مصادرها أن الجولة الأولى، ركزت على ثلاثة محاور رئيسية وهي: استعراض التطورات الأخيرة لمسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية منذ سنة 2012، أي منذ توقف مسار التفاوض، مناقشة بعض القضايا الإقليمية ثم الخطوات القادمة لتفعيل العملية السياسية المتمثلة في اجراء مفاوضات مباشرة بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والمغرب.
 أكدت المصادر ذاتها أن «جبهة البوليساريو تشارك بحسن نية لتقديم مساهمة بناءة في الاجتماع الأولي لإطلاق مسار سياسي للدفع باتجاه الحل النهائي الذي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال»، ويستمر اللقاء الذي نظم على شكل طاولة مستديرة إلى غاية اليوم الخميس.
مفاوضات دون شروط مسبقة  
دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، جبهة البوليساريو والمغرب إلى الالتزام «عن حسن نية ودون شروط مسبقة و بروح بناءة» بمفاوضات جنيف مؤكدا على «دعمه الثابت» لجهود المبعوث هورست كوهلر من أجل إعادة بعث المسار الأممي في الصحراء الغربية.
في تصريح له نشر عشية تنظيم الأمم المتحدة مائدة مستديرة بجنيف من أجل إعادة  بعث مسار السلام في الصحراء الغربية، أوضح الناطق باسم الأمين العام الأممي ستيفان دوجاريك أن «الأمين العام يجدد التأكيد على دعمه الثابت لمبعوثه الشخصي ولجهود هذا الأخير الرامية لإعادة بعض مسار المفاوضات طبقا للائحة 2440 لمجلس الأمن الصادرة في 31 أكتوبر 2018».
 أشاد غوتيريس بقرار طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب والبلدين المجاورين، الجزائر و موريتانيا قبول دعوة هورست كوهلر المشاركة في  هذه المائدة المستديرة الأولى التي ستنظم على مدار يومين بالعاصمة السويسرية.
 يعود تاريخ آخر مرة جلس فيها المغرب و جبهة البوليساريو حول طاولة المفاوضات إلى شهر مارس 2012 بمنهاست.
ومن حينها لا زال مسار السلام متوقفا  بسبب العراقيل المغربية التي شكلت عقبة في وجه المبعوثين الأمميين جيمس بيكر وكريستوفر روس. كان مجلس الأمن قد طلب في أكتوبر المنصرم من المغرب و جبهة البوليساريو  استئناف المفاوضات «دون شروط مسبقة و بنية حسنة»، قصد التوصل إلى تسوية سياسية عادلة و مستدامة يوافق عليها الطرفان و تسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي».
للتذكير، فإن الصحراء الغربية مدرجة منذ سنة 1966 ضمن قائمة الأقاليم غير  المستقلة و بالتالي فهي معنية بتطبيق اللائحة رقم 1514 الصادرة عن الجمعية  العامة للأمم المتحدة التي تنص على منح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة  وتعد آخر مستعمرة في إفريقيا يحتلها المغرب منذ سنة 1975.
تطبيق القانون الدولي
أكد المنسق الصحراوي مع المينورسو، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو،  أمحمد خداد، أن ضمان الاستقرار والأمن في الصحراء الغربية، يأتي من خلال تطبيق القانون الدولي، وانسحاب جميع المؤسسات الأجنبية، وكذا تنظيم استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير المصير للشعب الصحراوي.
 أضاف أمحمد خداد في بيان صحفي أن جبهة البوليساريو تعارض استخدام المجال الجوي للصحراء الغربية من قبل الطائرات المدنية أو العسكرية، مع التحفظ عن ذلك فقط لصالح طائرات المينورسو، باعتبارها جزء من بعثة السلام.
 أشار عقب قرار محكمة العدل الأوروبية المؤرخ بتاريخ 03 ديسمبر حول اتفاق الطيران المدني بين الإتحاد الأوروبي والمغرب، أنه لا يحق لأية سلطة اتخاذ قرار إعطاء ترخيص أو تأمين قانوني للطائرات، التي ترغب في عبور أجواء المناطق الصحراوية تحت أي ذريعة كانت.

حصار أمني مغربي بالعيون وبوجدور المحتلتين

شهدت مدينتي العيون وبوجدور المحتلتين، مساء الثلاثاء، حصارا قمعيت مكثفا لشوارعهما وأزقتهما قامت قوات الاحتلال المغربي في إطاره بعمليات قمع وتعنيف ضد مجموعة من المتظاهرين واعتقال لإعلاميين صحراويين صحراويين كانا بصدد توثيق ذلك.
فقد قامت قوات الاحتلال المغربي منذ صباح الثلاثاء بمحاصرة الأزقة والشوارع القريبة من حي معطلا وسط مدينة العيون المحتلة وذلك تحسبا للمظاهرات التي دعت اليها تنسيقية الفعاليات الحقوقية للمطالبة بتنفيذ الشرعية الدولية في التعامل مع حق الشعب الصحراوي في الحرية ومطالبه المشروعة.
ذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واصل) أن تشكيلات من قوات الاحتلال المغربي استخدمت العنف ضد مجموعة من المتظاهرين أغلبهم من النساء وذلك على مستوى شارع مكة.
الهجمة الشرسة التي تعرض لها الصحراويون بالعيون المحتلة، تضمنت ايضا قيام تشكيلات من قوات الاحتلال المغربي باعتقال الاعلاميين والناشطين الحقوقيين إبراهيم الديحاني ونزهة خطاري، وذلك أثناء قيامهما بتغطية ورصد وتوثيق الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون الصحراويون. وقد تم نقل الناشطين بعد اعتقالهما إلى مقر إدارة أمن الاحتلال.
بمدينة بوجدور المحتلة كان السيناريو ذاته، فقد حاصرت قوات الاحتال أبناء الشعب الصحراوي كانوا ينوون الخروج للشارع والتظاهر تزامنا والنداء الذي اطلقته تنسيقية الفعاليات الحقوقية بالصحراء الغربية.
أشارت (واص) إلى أنه تم الاعتداء على الإعلامية الصحراوية، هدى بكنا ومنعها من الخروج من منزل عائلتها. كما تم الاعتداء على مجموعة من المتظاهرين الآخرين ومنعهم من التظاهر على وقع التعنيف والضرب المبرح كحالة زينبو بابي وفاطمة الحافظي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024