بعد ثماني سنوات من الأزمة الدموية

سوريا تكسّر طـــوق الحصـــار و تعـــود تدريجيـــا إلى الساحـــة الدبلوماسيــــة

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وأنقرة اتفقتا أمس على تنسيق العمليات البريّة في سوريا بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي قرارها سحب قواتها.

وقال لافروف، بعد محادثات أجراها مع نظيره التركي، إنه «تم التوصل إلى تفاهم بشأن الكيفية التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض في ظل ظروف جديدة وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية في سوريا».
 على صعيد آخر، نقلت مصادر إعلامية أن فتح سفارة الكويت في دمشق قد يكون قريبًا، وذلك بعد أيام من موقف مشابه اتخذته كل من الإمارات والبحرين.
 تشكل إعادة افتتاح دولة الإمارات لسفارتها في دمشق المؤشر الأوضح حتى الآن على الجهود المبذولة لإعادة سوريا تدريجياً إلى الساحة الدبلوماسية.
ومن المتوقع أن تتكثف خلال الأسابيع المقبلة وتيرة هذه الجهود، التي تضطلع روسيا بدور محوري فيها منذ أشهر عدة، حسب محللين.
و حتى الآن تم تحقيق عدة خطوات تعكس بداية انتهاء المقاطعة العربية لسوريا، بداية بالمصافحة التي التقطتها عدسات وسائل الإعلام في 29 سبتمبر الماضي بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وكان هذا اللقاء العابر بين الرجلين الأول بين مسؤول سوري وآخر خليجي قطعت دولته علاقاتها بالكامل مع دمشق.
و في 16 ديسمبر، أجرى الرئيس السوداني عمر البشير زيارة مفاجئة إلى دمشق، حيث التقى نظيره السوري بشار الأسد، ليكون بذلك أول رئيس عربي يزور سوريا منذ تفجّر الأزمة الدموية في العام 2011.
و في 22 ديسمبر، زار رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا علي المملوك القاهرة، حيث أجرى مباحثات مع مدير المخابرات العامة المصرية، في زيارة نادرة لمسؤول سوري أمني بارز لمصر منذ سنوات.
و في 27 ديسمبر، أعادت دولة الإمارات فتح سفارتها في دمشق، في خطوة هي الأولى من قبل دولة خليجية، خلال حفل رسمي حضره دبلوماسيون سوريون وعرب موجودون أساساً في دمشق أبرزهم السفير العراقي. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي، وبينها الإمارات، طلبت من سفرائها مغادرة سوريا في فيفري  2012.
– في اليوم ذاته، أعلنت البحرين «استمرار العمل» في سفارتها في دمشق. وأكدت وزارة الخارجية «حرص مملكة البحرين على استمرار العلاقات مع الجمهورية العربية السورية».
كما تمّ تسيير أول رحلة سياحية من سوريا إلى تونس عبر طائرة تابعة لشركة «أجنحة الشام» الخاصة، أقلّت نحو 160 شخص، بعد انقطاع لنحو ثماني سنوات.
 الخطوات المتوقعة
تتوجه الأنظار حالياً إلى موقف المملكة العربية السعودية، ويُتوقع أن تبادر بدورها إلى إعادة فتح سفارتها في الفترة المقبلة.
يأتي هذا بينما تلعب مصر التي تحتفظ بعلاقة دبلوماسية وأمنية وثيقة مع الجانب السوري، وهي ممثلة في سوريا من خلال قائم بالأعمال، دوراً في الاتصالات الجارية لإعادة سوريا إلى الساحة الدبلوماسية.
هذا وبعد إعادة افتتاح معبر نصيب الاستراتيجي بين الأردن وسوريا في أكتوبر الماضي، زار وفد برلماني أردني دمشق. وكشفت مصادر إعلامية عن اتصالات جارية لرفع التمثيل الدبلوماسي الأردني في دمشق في الفترة المقبلة. وتحدثت عن «أجواء إيجابية» بشأن تعيين سفير فيها.
ويستضيف لبنان في 19 و20 من الشهر المقبل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. ومن المتوقع أن تشكل استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية محور بحث ونقاش خلال هذه القمة.
كما تستضيف تونس نهاية مارس المقبل دورة جديدة للقمة العربية التي علقت عضوية سوريا فيها منذ نوفمبر 2011،  كما فرضت عليها عقوبات سياسية واقتصادية.
وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في مؤتمر صحافي في القاهرة الاثنين، أنه «لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024