تحيط بالأزمة السورية، التي دخلت عامها الرابع، تعقيدات كثيرة، تجعل من الصعب استشراف المسار الذي ستنتهجه مستقبلا، خاصة في ظل استمرار الإقتتال وعدم حسم الأمر عسكريا وهذا تزامنا مع الانسداد السياسي الذي وقع بمؤتمر جنيف٢ في جولتيه الأولى والثانية.
فالمجتمع الدولي لم يقدم للسوريين سوى الوعود الفارغة التي عمقت أزمتهم، خاصة في ظل المراهنة على الحل العسكري ومحاولة قلب النظام عن طريق العنف. كما أن مؤتمر جنيف٢ هو الآخر لم يأت بجديد ملموس، لأن مواقف الدولتين الراعيتين له متباينة.
وتشير كل المؤشرات الحالية إلى أن القوى الدولية لا تأبه بالكارثة السورية ولا يعنيها طول أمد الصراع، لأن المعايير التي تعتمدها تأخذ في الحسبان اعتبارات المصالح وحسابات الربح والخسارة ولا تعير أي اهتمام للأخلاق أو القضايا الإنسانية، بل وتسعى لإطالة أمد الأزمة وهذا ما يخدم إسرائيل مدلّلة الغرب. فالأزمة السورية، إذا ما قيّمنا وضعها الحالي، تعد الأعلى كلفة والأكثر تعقيدا وتأثيرا في جوارها، مقارنة بما يسمى بـ«ثورات الربيع العربي» من خلال الصراع الإقليمي والدولي بشأنها والذي تنخرط فيه عديد القوى على اختلاف مواقفها وأجنداتها ومصالحها وتوظيفاتها، انطلاقا من حقيقة سياسية مفادها، أن سوريا تمثل بلدا مفتاحيا في العالم العربي وفي الشرق الأوسط، حيث نجد روسيا وإيران تدعمان نظام الأسد، في حين يدعم الغرب وبعض العرب المعارضة لإسقاط النظام السوري.
والكل يشتغل وفق مصالحه، بغض النظر عن المقاصد التي انطلقت من أجلها «الثورة» أو ما يريده الشعب السوري، فهناك من هذه القوى من يريد دعم التغيير السياسي باتجاه قيام دولة، غير أن معظم هذه الدول يهمّها إضعاف سوريا وإنهاء دورها الإقليمي..
العنف سيد الموقف والحلول مؤجلة
وعود وهمية تقدّم للسوريين والانسداد قائم
س. ناصر
شوهد:704 مرة