ملفّات عديدة تنتظر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد جان كاستكس، أبرزها إصلاح نظام التقاعد الذي وعد به الرئيس ماكرون، وإنعاش الاقتصاد الفرنسي الذي عرف ركودا بسبب أزمة فيروس كورونا فضلا عن أخذ تدابير جريئة لحماية البيئة ومحاربة البطالة.
ليس أمام رئيس الحكومة الفرنسية الجديد جان كاستكس، الذي عيّنه الرئيس ماكرون الجمعة لخلافة إدوار فيليب، الكثير من الوقت لحل الملفات الشائكة والمتراكمة على طاولته، واسترجاع الأمل المفقود لدى فئة من الفرنسيين في مسؤوليهم بعد ثلاثة أشهر من التراجع الاقتصادي جراء الأزمة الصحية التي سبّبتها جائحة فيروس كورونا.
فمن إصلاح نظام التقاعد إلى اتخاذ تدابير جريئة للحفاظ على البيئة مرورا بالإنعاش الاقتصادي وإصلاح نظام الأمن وقطاع الصحة الذي لعب العاملون فيه دورا محوريا في مواجهة أزمة فيروس كورونا، الوقت لن يكون ربما كافيا للحكومة الجديدة لمعالجة كل هذه الملفات المتراكمة قبل الموعد الانتخابي الكبير والمتمثل في الانتخابات الرئاسية المقررة في ماي 2022 المقبل.
الحفاظ على البيئة وإصلاح الصّحة
فوز الخضر في العديد من المدن الفرنسية الكبرى خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، «أجبر» إيمانويل ماكرون على جعل البيئة والاقتصاد الرقمي من أولويات الحكومة في الفترة المقبلة.
ويعد إصلاح القطاع الصحي الذي لعب دورا هاما في محاربة كورونا ، من بين الملفات الساخنة التي تواجهها الحكومة الجديدة. ورغم أن حكومة إدوار فيليب قررت رفع ميزانية هذا القطاع بمبلغ 6,8 مليار يورو من أجل رفع رواتب الأطقم الطبية وشراء المستلزمات الطبية الضرورية، فإن النقابات لم تكن راضية بهذه الميزانية.
ويعوّل الرئيس الفرنسي كثيرا على شخصية جان كاستكس كونه سبق وأن شغل منصب مدير المستشفيات وتنظيم العلاجات في وزارة الصحة بين عامي 2005 و2006، كما أنه يملك علاقات متشعبة في قطاع الصحة.
إنعاش الاقتصاد ومنع تفشّي البطالة
يعوّل ماكرون كثيرا على الحكومة الجديدة لكي تواجه بحزم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا وكل ما ترتب عنها من فقدان للوظائف وغلق بعض الشركات الصغيرة لأبوابها مع تسريح عدد كبير من العمال، فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة بشكل مقلق لدى فئة الشباب.
وحذّر الرئيس الفرنسي من أن الدخول الاجتماعي المقبل سيكون صعبا، وأبدى قلقه من إمكانية انتشار البطالة بشكل واسع لدى فئة الشباب، الذين سيتخرّجون من المعاهد والجامعات نهاية السنة الجارية، والذي قد يصل عددهم إلى 700 ألف شاب.
بناء شرطة جديدة
أمام وزير الداخلية المقبل تحد كبير وهام، وهو بناء شرطة جديدة تعكس المجتمع الفرنسي بكل أطيافه. كما سيسعى نفس الوزير إلى تقليص الهوة بين الشرطة والفرنسيين بسبب المظاهرات التي شهدتها فرنسا تنديدا بعنف رجال الشرطة وتصرفات بعض منهم والتي اعتبرت «عنصرية».
علما أنّ العلاقة بين الجهتين تأثّرت كثيرا في الأشهر القليلة الماضية بسبب العنف المفرط والمحتمل المستخدم ضد متظاهري «السترات الصفراء» خاصة.
حماية المسنّين وإصلاح التّقاعد
ينوي الرئيس ماكرون الطلب من الحكومة إيجاد حلول جديدة لتحسين ظروف معيشة المسنين خاصة في المراكز الصحية، وإلى جانب كل هذه التحديات التي تنتظر الحكومة الجديدة، يجب إضافة أهداف أخرى مثل إتمام عملية إصلاح نظام التقاعد.