أستاذ العلوم السياسية بجامعة بموسكو، د -عمار قناة لـ «الشعب»:

بداية موفّقة لبايدن لرأب الصّدع الداخلي واستعادة الوحدة

عزيز - ب

يرى الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيفاستوبل بموسكو، أن سلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، تشكل قطيعة واضحة مع ولاية دونالد ترامب، الذي ارتكب أخطاء جيو-إستراتيجية ساهمت في تفرقة الأمريكيين وهزت العالم، مشيرا إلى أنه من بين أهم القرارات التي اتخذها بايدن فيما يتعلق بالمساواة العرقية والعدالة الاجتماعية للمواطنين الأمريكيين، والتي تعد بمثابة خطوة جديدة نحو تلطيف الأجواء داخليا، فضلا على عودة أمريكا إلى اتفاقية باريس المناخية وإلى منظمة الصحة العالمية اللتين انسحب منهما ترامب، تمثل مؤشرا واضحا نحو مفهوم السياسة الأمريكية القادمة.

أكّد الدكتور عمار قناة أن توقيع الرئيس المنتخب جو بايدن على سلسلة من الأوامر التنفيذية، بعد أدائه اليمين الدستورية فور وصوله إلى البيت الأبيض، تتعلق بتشديد الإجراءات الخاصة بجائحة كورونا وكذا بالمساواة العرقية والعدالة الاجتماعية للمواطنين الأمريكيين وضمان تحقيق المساواة والحصول على المساعدات، إلى جانب عودة أمريكا إلى اتفاقية باريس المناخية ومنظمة الصحة العالمية، والتي من شأنها أن تبطل قرارات اتخذها سلفه دونالد ترامب، تعد بداية جديدة لتلطيف الأجواء على المستوى الداخلي، الذي شهد انقسامات كبيرة لاسيما في الفترة الأخيرة من عهدة الرئيس السابق ترامب في صورة المظاهرات التي اجتاحت جميع الولايات في الفترة الاخيرة.
وأوضح قناة في اتصال مع «الشعب» أن الأوامر التنفيذية التي همّ الرئيس بايدن باتخاذها بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، جاءت لإلغاء القرارات التي اتخذها سابقه والتي تعتبر جزءا من الأخطاء الجيو-إستراتجية على حد تعبيره، وهو ما دفع الرئيس بادين بتداركها فورا قصد تلطيف الأجواء داخليا كخطوة أولى للحد من الانقسامات وتحقيق الوحدة، لمواجهة ما وصفه بايدن بالتطرف السياسي ونزعة استعلاء العرق الأبيض والإرهاب المحلي.
مرحلة مقبلة أكثر مرونة
 أضاف ذات المتحدث أن الرئيس المنتخب بايدن عمد إلى اختيار فريق عمل يمتاز بالدبلوماسية، من شأنه أن يجعل المرحلة القادمة أكثر مرونة في المعادلة الجيو-إستراتيجية، وتجسيدا في نفس الوقت لأكبر قدر من الأوامر التنفيذية التي تعتبر كذلك مؤشرا واضحا لعودة السياسة الأمريكية لما كانت عليه سابقا بعد وعي الإدارة الجديدة لمفهوم التعددية القطبية.
وأشار القناة أن تطبيق سلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس المنتخب بايدن على أرض الواقع وفي ظرف وجيز سيكون صعبا، باستثناء العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ والمنظمة العالمية للصحة، ورفع الحظر الذي فرضه سلفه على دخول مواطني عدة دول، أغلبها مسلمة إلى الأراضي الأمريكية، والمصير ذاته حل بالجدار الحدودي مع المكسيك، وذلك بالنظر للزخم الكبير والتركات الثقيلة التي خلفها الرئيس السابق دونالد ترامب خلال عهدته على غرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، دون أن ننسى إعلانه في اللحظات الأخيرة السيادة المزعومة للاحتلال المغربي على الصحراء الغربية، الذي ورّط من خلالهما الرئيس بايدن الذي لن يتراجع بنسبة كبيرة عن هذين القرارين اللذين يعتبران جزءا من السياسية الخارجية الأمريكية المتفق عليها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024