بعد عدوان غاشم استمر 50 يوما

اتفاق هدنة بغزة يدخل حيز التنفيذ

فضيلة دفوس

بعد 50 يوما من العدوان الغاشم الذي خاضه الاحتلال الصهيوني بوحشية لا نظير لها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، تم أمس و فضل وساطة مصرية سرية، الاتفاق على وقف اطلاق نار ثابت وطويل الأمد بين حماس و اسرائيل.

الاتفاق الذي جاء ليوقّف اراقة الدم الفلسطيني الذي سقط منه  مند الثامن جويلية الماضي اكثر من 2129 شهيدا -بينهم 490 طفلا- و آلاف الجرحى و 500 الف متشرد ،و ابادة 60 عائلة ، هز شوارع غزة فرحا وابتهاجا  طبعا  فالمقاومة التي صمدت وواجهت العدو ببسالة كبيرة ، استطاعت ان تحقق جزءا هاما من شروطها  لعل اهمها فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار أي رفع الحصار المفروض مند سبع سنوات، والاقرار للفلسطينيين بحق الصيد البحري انطلاقا من 6 أميال بحرية.
وشمل الاتفاق ايضا ،حل مشكلة الكهرباء، ووقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية في قطاع غزة .
أما المباحثات بشأن القضايا الخلافية الأخرى -مثل ميناء ومطار غزة وقضية الأسرى- فستبدأ خلال شهر من تثبيت سريان اتفاق وقف إطلاق النار بضمانات مصرية.
وقد اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا    التوصل الى اتفاق «شامل ودائم» حول وقف اطلاق النار مع اسرائيل في قطاع غزة وموافقة القيادة الفلسطينية عليه، و عبر عن امله في ان يتم ذلك بالتزامن من اجل تلبية مطالب واحتياجات غزة وتوفير كل مستلزماتها الغذائية والطبية والانطلاق لبدء اعمار كل ما دمره العدوان..
وشكر عباس القيادة المصرية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «على الجهد الذي بذلوه لوقف العدوان على غزة وقتل الاطفال والتدمير الممنهج للقطاع كما شكر كل من ساهم في إنجاز هذا الاتفاق، ذاكرا على الخصوص دولة قطر التي قال إنها أسهمت في التوصل إليه، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان على اتصال دائم بالقيادة الفلسطيني للوصول إلى هذا الغرض، والأمم المتحدة التي ذكر أنها «سترسل فورا المواد الضرورية» لإغاثة غزة وإعمارها.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أنه بحث مع قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الموجودة في قطر «تركيز وتمتين المصالحة بحيث تتمكن حكومة الوفاق من أعمالها، وهو أمر يحتاج إلى وقت وجهد».
وأفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بأن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار وتم إبلاغ وزراء الحكومة بذلك.

تتويج لصمود الشعب

ومن جهته، أعلن الناطق باسم حماس سامي أبو زهري انتصار المقاومة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي، مؤكدا قتل جنديين إسرائيليين في الساعات الأخيرة قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال أبو زهري -في تصريحات للصحفيين في غزة- إن الإسرائيليين في المناطق المحاذية لغزة بإمكانهم العودة إلى بيوتهم بقرار من حماس وليس بقرار من رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهوالذي كان إعلان مراقب الدولة في إسرائيل فتح تحقيق في أداء الجيش في الحرب شهادة بفشله أمام المقاومة، حسب قول أبو زهري.
وأضاف أن المقاومة اليوم تحتفل بانتصارها على قوة البطش الإسرائيلي، وبصمود الشعب الفلسطيني وبسالة كافة فصائل المقاومة بقيادة كتاب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مشيرا إلى أن المقاومة هي التي باتت تتخذ قرار السلم والحرب.
تاريخي أكد أبو زهري أن المقاومة فرضت حصارا جويا على إسرائيل وقصفت مواقعها الإستراتيجية، وفرضت على الملايين من مواطنيها الهرب من بيوتهم والدخول في الملاجئ، وكسرت هيبة جيشها الذي وصفته دائما بأنه لا يقهر.
وأشار إلى أن قيمة الاتفاق اليوم ليست بفتح معابر معدودة، وإنما هي بتلبية «معظم المطالب الآنية» للشعب الفلسطيني في هذه المعركة التي تؤسس لانطلاقة مستقبلية نحو تحرير القدس وكامل تراب فلسطين التاريخية، خاصة بعد أن اعترف الإسرائيليون بأن هذه أطول وأعنف معاركهم في التاريخ.
وأوضح الناطق باسم حماس أن حركته تعتز بشعبها الذي التف حولها وقدم التضحيات الجسيمة بثبات وصبر، مؤكدا أنها لن تخذل هذا الشعب الذي حمته أثناء المعركة وستظل تخدمه بعدها.
وفور إعلان حماس التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار خرج الآلاف من الفلسطينيين إلى شوارع غزة ابتهاجا بانتصار المقاومة على إسرائيل، مؤكدين صمود الشعب الفلسطيني والتفافه حول مقاومته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024