رغــم النفـي

صـور تؤكـد تطبيـق “خطـة الجـنرالات فــي غـزة”

بينما يتواصل القصف الصهيوني على شمال قطاع غزة، الذي نزح منه السكان الفلسطينيون عدة مرات خلال الحرب الدامية، يبدو أن سلطات الاحتلال تطبق خلف الكواليس ما تعرف بـ«خطة الجنرالات”.
رغم النفي، أظهرت صور الأقمار الصناعية، فضلا عن بعض الفيديوهات لعساكر الاحتلال على مواقع التواصل، أن الجيش الصهيوني ينفذ عمليات هدم وتفجير واسعة في المناطق السكنية شمال القطاع، وفق ما أفادت “واشنطن بوست”.
فبالتزامن مع دعوات السكان إلى ترك منازلهم، عمدت القوات الصهيونية إلى هدم أحياء بأكملها، وإنشاء تحصينات عسكرية، وبناء طرق جديدة، بحسب ما أظهرت صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.

هــدم وتجريـف

إذ هدمت نحو نصف مخيم جباليا بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر، ما أدى إلى ربط طريق موجود مسبقًا في الغرب بمسار موسع للمركبات في الشرق، وإنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع الكيان.
في حين أوضح محللون أن إنشاء هذا الممر، وإخلاء الأراضي على جانبيه، وبناء نقاط محمية، يشبه إلى حد بعيد ما نفذه الجيش الصهيوني في ممر نتساريم وسط غزة.
إذ قطعت القوات الصهيونية  قطاع غزة نصفين (شمالي وجنوبي) عبر ممر نتساريم الواقع في منطقة قليلة السكان وذات طابع زراعي، أما توسيع العمليات الصهيونية في الشمال فتركز في أحياء حضرية مكتظة، ما أدى فعليًا إلى تدمير المنطقة.

”منطقة عازلـة”

وفيما لم يقدم الجيش تفسيرًا علنيًا لعمليات الإخلاء الواسعة والتدمير والتحصين في الشمال، أشار المحللون إلى أن المحور الجديد قد يفصل الشمال الأقصى عن مدينة غزة، ما يسمح للاحتلال بإنشاء منطقة عازلة.
إلى ذلك، أظهرت أحدث بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، أنه تم تدمير ثلث المباني في شمال غزة منذ بداية الحرب حتى الأول من ديسمبر الحالي، ضمنها أكثر من خمسة آلاف مبنى في جباليا، وأكثر من ثلاثة آلاف في بيت لاهيا، وما يفوق الألفين في بيت حانون.
كما أظهرت البيانات أن 60% من الدمار في مخيم جباليا وقع بين 6 سبتمبر و1 ديسمبر، بينما استمرت عمليات الهدم والتهجير في الأسابيع التي تلت ذلك.
وقد أظهرت صورة أقمار صناعية التُقطت في 15 ديسمبر الحالي دمارًا واسع النطاق في بيت لاهيا وجباليا، حيث تحولت منازل وأسواق ومحال إلى ركام وأكوام من الخرسانة والغبار.
فيما أجبرت القوات الصهيونية 5.500 شخص كانوا يحتمون في مدارس ببيت لاهيا على الفرار جنوبًا إلى مدينة غزة في 4 ديسمبر، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وكانت القوات الصهيونية أعلنت في الخامس من أكتوبر الماضي (2024)، أنها “شنت هجومًا جويًا وبريًا جديدا في المناطق الشمالية من غزة - جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون – لمطاردة مقاتلي حماس الذين أعادوا تنظيم صفوفهم”، وفق زعمها.
يذكر أن أكثر من 100 ألف فلسطيني هجروا من المناطق المتضررة خلال الأسابيع الـ11 الماضية، بحسب الأمم المتحدة.
بينما تفاقم الحصار، وشح دخول الشاحنات الغذائية والمساعدات، فيما اتهمت سلطات الاحتلال من قبل العديد من المنظمات الإغاثية باستعمال سلاح التجويع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025