بعد شهر ونصف من استئناف الإبادة في غزّة، وثّقت مصادر طبية استشهاد 30 فلسطينيا، صباح أمس، في غارات استهدفت مناطق عدة بالقطاع بينها بيت لاهيا ومخيم البريج، وفي ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حذّر برنامج الأغذية العالمي من بلوغ أزمة الجوع في غزّة مرحلة خطيرة تنذر بوقوع وفيات نتيجة سوء التغذية.
في الأثناء، قالت هيئة البث الصّهيوني إنّ رئيس الوزراء الصّهيوني عقد مشاورات أمنية للتصديق على خطط عسكرية لتوسيع نطاق الحرب بغزّة، وقال إعلام صهيوني أمس، إنّ جيش الاحتلال يستعد لاستدعاء واسع لقوات الاحتياط تمهيداً لتوسيع الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزّة، وسط أزمة بأعداد العسكريّين وتصاعد التوترات الداخلية بشأن مصير الأسرى الصّهاينة.
وقالت صحيفة للاحتلال: “مع استمرار الفرقة 36 في عملياتها برفح (جنوب القطاع)، يستعد الجيش الصّهيوني لبدء توسيع عدوانه العسكري على قطاع غزّة الأسبوع المقبل، في حال عدم تحقيق تقدّم في المفاوضات بشأن اتفاق محتمل”.
وذكرت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى مشاورات أمنية مكثفة أمس، مع وزراء وقادة عسكريّين حول توسيع الإبادة في غزة، على أن يجتمع المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” مساء الأحد لاتخاذ القرار.
وعرضت حركة “حماس” التوصل إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى الصهاينة بمقابل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزّة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيّين من السجون الصّهيونية، لكن سلطات الاحتلال رفضت العرض.
استكمال الإبادة أهم من استعادة الأسرى
وأشارت الصحيفة إلى أنه “في الأيام الأخيرة، أبلغ العديد من ضباط الاحتياط قواتهم بالاستعداد لاستدعاء مفاجئ”. والخميس، اعتبر نتنياهو أنّ استكمال الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيّين أهم من استعادة الأسرى الصّهاينة، وهو ما انتقدته عائلاتهم التي لم تتوقف عن المطالبة بذويها ولو بوقف الحرب.
أزمــة قــوات
ووسط تصاعد التهديدات الصّهيونية بتوسيع الإبادة في غزّة، يواجه الجيش الصهيوني أزمة متزايدة في أعداد العساكر، دفعت رئيس الأركان إلى التحذير من أنّ “الجيش لا يمكنه إتمام مهامه وحده” دون تعزيزات كبيرة من قوات الاحتياط.
وقالت صحيفة صهيونية إنّ “الجيش كان يخطّط لتحديد مدة خدمة الاحتياط بشهرين ونصف لكل عسكري خلال عام 2025، لكنه تجاوز هذا السقف قبل ثلاثة أسابيع فقط، بعد استدعاء كتيبتين لجولة ثانية من الخدمة بسبب الضغط المتزايد على القوات”.وفي ظل هذا “الاستنزاف الكبير للقوات”، تعالت الدعوات لفرض “عقوبات مدنية على المتهربين من التجنيد”، في إشارة إلى رفض المتدينين اليهود (الحريديم) أداء الخدمة العسكرية. ووفق الصحيفة، “فإنه من المتوقع أن يصدر الجيش الصهيوني نحو 24 ألف أمر تجنيد أولي للشبان “الحريديم” بحلول نهاية جوان المقبل، بما في ذلك أولئك الذين تم إرسال الأوامر لهم بالفعل”. ويحاول رئيس الوزراء الصّهيوني بنيامين نتنياهو الدفع بقانون يعفي متدينين من الخدمة العسكرية وسط معارضة شديدة من قبل الجيش والمعارضة.