طالبت حركة حماس، أمس السبت، المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بالعمل على تجريم الانتهاكات الصهيونية ضد الصحفيين الفلسطينيين بغزة وفضحها أمام الرأي العام العالمي وضمان حمايتهم خلال تأدية رسالتهم في نقل وقائع الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 19 شهر ا.
وقالت الحركة في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، إنها تطالب المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بـ«تحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط الاحتلال”.
كما طالبت تلك المؤسسات بـ«العمل على تجريم انتهاكات الاحتلال ضدّ الصحفيين الفلسطينيين وفضحها أمام الرأي العام العالمي، وضمان حمايتهم في أداء رسالتهم، والضغط للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في سجون الاحتلال”.وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن قوات الاحتلال قتلت خلال الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 حوالي 212 صحفيا وإعلاميا وأصابت نحو 409 واعتقلت نحو 48 آخرين.
مطالــــب عاجلــة
وفي محاولة لرصد واقع العمل الصحفي في قطاع غزة حيث يكون نقل الحقيقة تحديا تحيط به النيران، طالب الصحفي الفلسطيني سامي شحادة، الجهات المعنية بـ«منح الصحفي الفلسطيني حريته وحقوقه، ليتمكن من أداء رسالته بنقل حقيقة حرب الإبادة التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “الصحفي في غزة بات مستهدفا، وأصبح مجرد حمله الكاميرا والصورة سببا للرعب والخوف، في ظل ما يواجهه من انتهاكات واستهدافات من قبل الاحتلال الصهيوني”، وأشار إلى وجود “حملة تشويه وتضليل يقودها الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين”، واصفا هذه الحملة بأنها “خطيرة وتمس بالرسالة الإعلامية”.وأوضح شحادة الذي يعاني من إصابة جسدية حيث بترت قدمه، شأنه شأن عدد كبير من الصحفيين الجرحى في القطاع الذين ينتظرون العلاج، أن إصابته “تمنعه من العمل كما كان سابقا، حيث يحتاج لمساعدة من الآخرين كونه مصورا”.
وكشف شحادة أنه “ممنوعا من السفر” لتلقي العلاج، وهي الواقعة التي لم يكشف مزيدا من التفاصيل حولها. ولفت إلى أنه في اليوم الذي يفترض أن يُكرم فيه الصحفي، يأمل أن “يتم إنصاف الصحفي الفلسطيني، ويمنح حقه في الكاميرا والصورة، لنقل صوت الحقيقة إلى العالم”. وقال: “أتمنى من المجتمع الدولي والمحاكم المختصة إنصافنا، في القوانين التي وُضعت لحماية الصحفيين”.
نحــرق علـى الهواء
ومن جهته، ناشد الصحفي الفلسطيني رمزي محمود، أي جهة دولية بـ« كبح جماح هذا الاستهداف المنهجي” الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين. وقال: “اليوم العالمي لحرية الصحافة بات بلا معنى، لأن الجرائم مستمرة، ولم يتم إنصاف الصحفيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية”. وأوضح أن إفلات الكيان الصهيوني من العقاب “أثر بشكل مباشر على واقع الصحافة الفلسطينية”.
وتابع: “الصحفي الفلسطيني يحرق على الهواء مباشرة، دون أن تحرك المنظمات الدولية ساكنا، أو تتمكن من ردع الاحتلال عن جرائمه”.
وأشار محمود إلى أنه نجا بنفسه من حرب الإبادة، لكنه فقد 19 فردًا من عائلته، بينهم زوجته وابنته ووالدته وشقيقاته، بعد قصف منزله. وأضاف: “منذ عام ونصف، لم أتمكن من انتشال جثامينهم بسبب منع الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة.”
وأردف: “لقد آن الأوان لأن ينصف الصحفي الفلسطيني، ويسمح له بأن يعيش بحرية وكرامة”.