كثّف الجيش الصّهيوني، أمس الأحد، عملية نسف المنازل وحرق الخيام بمناطق متفرقة من قطاع غزة. وبيّن شهود، أن هذا القصف المكثف الذي خلّف عددا كبيرا من الشهداء والجرحى، تزامن مع إصدار جيش الاحتلال أوامر استدعاء لآلاف العسكريين من الاحتياط لدعم توسيع العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
استشهد 14 فلسطينيا وأصيب آخرون، صباح أمس، في غارات صهيونية استهدفت منازل وخيام نازحين في مناطق متفرقة من قطاع غزة المحاصر، بينما كثف الجيش عمليات نسف المنازل جنوب وشمال القطاع، استمرارا للإبادة المتواصلة منذ 19 شهرا. وقال مصدر طبي، إن “4 فلسطينيين من عائلة قنن ارتقوا في قصف للاحتلال استهدف شقة سكنية في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس” جنوب القطاع.
ووفق المصدر ذاته، “استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون جراء قصف طائرة صهيونية منزلاً لعائلة أبو شمالة في حي الأمل بمدينة خان يونس”. كما “ارتقى شاب من عائلة النجار وأصيب آخرون جراء قصف طائرة مسيرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة واد صابر جنوبي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس”، وفق المصدر.
وأشار المصدر الطبي إلى “استشهاد 3 فلسطينيين متأثرين بجراح أصيبوا بها في غارات صهيونية سابقة على خان يونس، وبيت حانون (شمال)”. وأضاف: “أصيب 6 فلسطينيين جراء قصف استهدف خيمة لعائلة أبو عاصي في القرارة شمال شرق خان يونس”. وأفاد مصدر طبي بارتقاء “4 شهداء بينهم ثلاث نساء في قصف خيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس”.
وفي رفح جنوبًا؛ نفّذ الجيش الصهيوني كذلك عمليات نسف لمبانٍ سكنية، وسط إطلاق نار من الطيران المروحي شمال المدينة، وفق شهود عيان.
ووسط قطاع غزة، أفاد مصدر طبي بارتقاء “شهيدة ومصابين بغارة جوية صهيونية على منزل لعائلة أبو هويشل في مخيم النصيرات”. أما شمال القطاع، فقد “أصيب فلسطينيان في قصف صهيوني استهدف مخازن في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة”، وفق مصدر طبي. جاء ذلك، بينما “كثفت المدفعية الصهيونية قصفها على المناطق الشرقية من حييّ الشجاعية والتفاح”.
وبحسب الشهود، “أطلقت طائرات مسيرة من نوع كواد كابتر النار تجاه منازل المواطنين في حي التفاح شرق مدينة غزة، بالتزامن مع تنفيذ الجيش الصهيوني عملية نسف للمنازل في المنطقة”.
مقتل وإصابة عساكر بانفجار نفق مفخّخ
في الأثناء، أقرّ الجيش الصهيوني مقتل ضابط وعسكري وإصابة 4 آخرين من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة إثر تفجير نفق في رفح جنوبي غزة. وقال الجيش الصهيوني في بيان نشره أمس الأحد على موقعه الرسمي إن ضابطا في وحدة يهلوم في سلاح الهندسة القتالية- قتل في معركة بجنوب قطاع غزة”. وأضاف أن رقيب مقاتل في الوحدة المذكورة قُتل أيضا في المعركة ذاتها.
ونقلت مصادر صهيونية، أنّ الضابط والرقيب قتلا بعد تفجير عين نفق كانا يتفحصانه، وأعلنت إصابة عسكريين خلال اشتباكات في قطاع غزة صباح أمس.
من جانبها، قالت صحيفة للاحتلال إنّ عسكريين آخرين من قوات الهندسة القتالية أصيبا أيضا في الحادث بجروح خطيرة ومتوسطة.
وفي حادثة أخرى شمال قطاع غزة أصيب عسكري احتياط صهيوني بجروح خطيرة، وفق الصحيفة. وبذلك، ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الصهيوني الذين سمح الجيش بنشر أسمائهم منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 853 ضابطا وعسكريا، بينهم 6 منذ استئناف الإبادة في غزة في 18 مارس الماضي، وفق بيانات الجيش الصهيوني المنشورة على موقعه الرسمي.
كما تشير المعطيات إلى إصابة 5758 ضابطا وعسكريا صهيونيا منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 2588 في المعارك البرية بقطاع غزة.
تعبئــــة عسكريــــة ضخمــــــة
هذا، وفي الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني سفك دماء الفلسطينيين وقتلهم جوعا وحرمانا من الدواء والعلاج، نقلت صحافة الاحتلال عن مسؤولين عسكريين، أنّ الجيش الصهيوني بدأ مساء السبت إرسال عشرات الآلاف من أوامر استدعاء قوات الاحتياط الطارئة، استعدادا لتوسيع نطاق عدوانه البري في غزة خلال الأيام المقبلة.
ونقلت الصحافة عن عسكري احتياط أن عددا كبيرا من العسكريين الصهاينة أصبحوا يتهربون من الخدمة العسكرية مؤخرا ويبحثون عن أعذار. وأفاد موقع إخباري للاحتلال بأنه سيتم نشر قوات الاحتياط على حدود الكيان الصهيوني مع لبنان وفي الضفة الغربية المحتلة، ليحلوا بذلك محل عساكر نظاميين سيقودون هجوما جديدا على غزة. ولم يدل الجيش بأي تعليق حتى الآن.
وأعلن مكتب نتنياهو في وقت سابق، أن رئيس وزراء الكيان أرجأ زيارته المقررة إلى أذربيجان في الفترة من السابع وحتى 11 ماي، مشيرا إلى التطورات الأخيرة في غزة وسوريا. وذكرت وسائل إعلام صهيونية، الجمعة، أن مجلس الوزراء الأمني وافق على خطط لهجوم موسّع في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة صهيونية، أنّ التعبئة المخطط لها ضخمة، ولكنها لا تزال أقل بكثير مما كانت عليه مباشرة بعد السابع أكتوبر 2023. ومن المرجح أن يؤدي توسيع نطاق الهجمات إلى زيادة تفاقم الوضع البائس في قطاع غزة، حيث وصفت منظمات الإغاثة الأوضاع في القطاع بالكارثية. وقد منع الاحتلال على مدار شهرين دخول إمدادات المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني.
استغاثــــــة أسـير مصـاب
ونشرت حركة حماس، السبت، فيديو لأسير روسي-صهيوني يبدو أنه مصاب في غزة حيث استشهد 11 فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال في ضربة صهيونية. ويظهر الأسير في الفيديو متحدثا باللغة العبرية بلكنة روسية، ويقدم نفسه على أنه “السجين الرقم 24”، ويشير أنه أصيب في قصف للاحتلال.
وحدّدت هوية الأسير على أنه مكسيم هيركين الذي يتم نهاية هذا الشهر عامه السابع والثلاثين. ونشرت عائلته بيانا طلبت فيه من وسائل الإعلام عدم عرض فيديو حماس.