رضخـوا وسمحــوا بإدخـال مساعـدات شحيحــة

الصهاينـة يكثفـون القصـف على خان يونس وقوافـل الشهـداء تتوالى..

تتصاعد حرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة بوتيرة عنيفة وشكل خطير، مستهدفة الأطفال والنساء في مجازر مروّعة، في وقت لم تسفر المفاوضات السياسية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى عن أي نتائج، وعلى ضوء ذلك، تتزايد الضغوط الدولية لوقف العدوان الصهيوني، بينما يصّر الاحتلال على تكثيف عملياته العسكرية وتوسّعها الميداني في مناطق متعدّدة من القطاع، من بينها قصف وحشي على خان يونس وترقب لأوّل قافلة مساعدات.

يواصل الاحتلال الصهيوني غاراته العنيفة على كافة أنحاء القطاع، مما خلف شهداء ومصابين، واستشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون إلى غاية صباح أمس الاثنين في غارة شنتها طائرات الاحتلال الصهيوني على منزل شمال غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 148 شهيد خلال الثلاثة أيام الأخيرة.

رضـــــوخ الاحتلال لإدخـــال المساعــــدات

وشنّ جيش الاحتلال الصهيوني، صباح أمس الاثنين غارات عنيفة على مناطق عدة في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وتزامن القصف المروحي والحربي مع إطلاق نار مكثف شرقي خانيونس ووصفت العملية بالفاشلة، ويحاول الاحتلال إخلاء العديد من المناطق بخانيونس. وفي آخر إحصائياتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن 464 فلسطينيًا استشهدوا خلال الأسبوع الماضي، نتيجة غارات الاحتلال المكثفة، فيما أُصيب 1418 آخرون بجراح متفاوتة. يأتي ذلك وسط أوضاع إنسانية كارثية يعاني منها السكان، في ظل الحصار ونقص الغذاء والماء والمستلزمات الطبية.
كما شهد قطاع غزة ليلة الأحد وصباح أمس الاثنين، ليلة دامية جديدة على وقع مجازر مروّعة تواصل قوات الاحتلال ارتكابها بحق المدنيين في شتى المناطق. واستشهد 17 مواطنا 6 منهم من مدينة خان يونس جنوبا، فجر أمس الاثنين، في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة. واستهدف الاحتلال معمل الأدوية في مجمع ناصر الطبي.
وأخيرا رضخ الاحتلال الصهيوني للضغوطات الخارجية التي مارستها عدّة دول، منها أوروبية، وكذا الولايات المتحدة، من أجل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل خطر المجاعة، علما أن الاحتلال منع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين..


98 شهيـداً في غـزة يوميـاً

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن قوّات الاحتلال الصهيوني قتلت منذ الإفراج عن عيدان ألكساندر الجندي الأمريكي في 12 ماي الجاري، ما معدّله نحو 98 فلسطينياً يومياً، منهم 81 بالقصف المباشر، و17 آخرين نتيجة التجويع، والحرمان من الرعاية الطبية والاحتياجات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
وذكر المرصد، في بيان صحافي، أن هذا التوسّع في القتل يأتي ضمن تصعيد واسع من قوّات الاحتلال الصهيوني، واعتمادها سياسة الأرض المحروقة، والتدمير الشامل لما تبقى من الأحياء والبنية التحتية في قطاع غزة، في إطار نهج مستمر منذ أكثر من 19 شهراً يتسّم بالقتل الجماعي، والتجويع، والتدمير المنهجي لمقوّمات الحياة، بهدف إفناء الشعب الفلسطيني في غزة ومحو أي إمكانية لعودته أو إعادة بنائه.

غزة تباد تحت القصـــف المستمـــر

قتل 30 فلسطينيا بينهم أطفال وأصيب آخرون، أمس الاثنين، بقصف صهيوني متفرق على قطاع غزة وإطلاق نار في إطار تصعيد الاحتلال لجرائم إبادته الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا. وبعد 78 يوما من الحصار وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق سكان غزة. وقد ذكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيان، أن أكثر من 65 ألف طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء الكافي.  وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية.
ووفقا للأمم المتحدة، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 57 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية، ومنذ بدء الحصار في 2 مارس.

الاحتلال يواصـــل عدوانه علـــى طولكرم

كما واصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 114 على التوالي، فيما دخل يومه 100 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني متواصل. والمخيمين يشهدا انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال التي حوّلت عددا من المنازل إلى مواقع عسكرية، وسط إطلاق كثيف للنيران وملاحقة كل من يحاول دخول المخيم أو الاقتراب من منازلهم.
كما دفعت قوّات الاحتلال بجرافاتها الثقيلة إلى مخيم نور شمس، الذي شهد وخلال الأيام الماضية، عمليات هدم ونسف وحرق طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا، إلى جانب مبان أخرى مجاورة، ما أدى إلى تهجير سكانها، ضمن خطة تهدف إلى هدم 106 منازل في مخيمي طولكرم ونور شمس.

المنظومة الصحّيــة بغــزة.. معطلـــة

أكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى بغزة أن الاحتلال يواصل هجماته على المنظومة الصحية، ويواصل ارتكاب جريمة مكتملة الأركان بحق المستشفيات في القطاع، وأخرج جميع مستشفيات شمالي القطاع عن الخدمة. علما أن الاحتلال استهدف مركزا لمحاليل أمراض الكلى ما يهدّد حياتهم، بينما المستشفيات المتبقية غير كافية لعلاج الجرحى والمرضى بالقطاع، وجميع المستشفيات تعاني نقصا في المستلزمات والمعدات الطبية. وأصبح القطاع بحاجة إلى مستشفيات ميدانية بعد إنهاك ما يتوفر من مستشفيات، لأن المستشفيات المتبقية مهدّدة بالتوقف ما يمثل حكما بالإعدام على المرضى.

خطوة إدخال المساعدات.. شكلية

سمح الاحتلال الصهيوني، ظهر أمس الاثنين، بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم جزئياً بعد 78 يوما من الإغلاق، حيث دخلت عبره تسع شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “شكلية” ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان.
ويأتي هذا الفتح بعد اشتداد الأزمة الإنسانية وضغوط متعدّدة تعرض لها الاحتلال الصهيوني في الأيام الأخيرة على خلفية أزمة الجوع التي باتت تضرب القطاع. وأكد رئيس جمعية النقل الخاص في قطاع غزة ناهض شحيبر أن عدد الشاحنات التي سمح الاحتلال بدخولها بلغ تسعاً فقط، مشيراً إلى أن الكمية “لا تكاد تُذكر” مقارنة بالاحتياجات الهائلة في القطاع، خاصة في ظل حرمان المواطنين من أي مساعدات منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19776

العدد 19776

الإثنين 19 ماي 2025
العدد 19775

العدد 19775

الأحد 18 ماي 2025
العدد 19774

العدد 19774

السبت 17 ماي 2025
العدد 19773

العدد 19773

الخميس 15 ماي 2025