حرب الإبادة مستمرة على غزة والتنكيل بالمدنيين يتصاعد

الاحتلال الصهيونـي يرتكب أربع مجـازر ويحرق النازحين

الصهاينـة ينفــذون “خطــة ممنهجـة” لتدمـير القطــاع الصحي

 يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر وحرق الأخضر واليابس مستهدفا التنكيل بالمدنيين وتدمير بيوتهم، في حين مازالت المفاوضات السياسية للعودة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو عقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى تراوح مكانها وسط تجاهل المحتل للضغوط الدولية، وارتكبت فجر أمس الثلاثاء 4 مجازر مروعة شمال ووسط غزة كما تم حرق وحشي للنازحين.

أفادت مصادر طبية باستشهاد 53 فلسطينيا منذ فجر أمس الثلاثاء، في قصف للاحتلال الصهيوني على قطاع غزة الذي استهدف مواقع نازحين وطال عددا من المراكز الصحية في “خطة ممنهجة لتدمير القطاع الصحي”، وفقا لمدير المستشفيات المدنية بغزة مروان الهمص. وفي غزة سجل سقوط 12 شهيدا في قصف للطائرات الحربية لمدرسة موسى بن نصير التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة. وارتفاع عدد الشهداء إلى 15 إثر قصف صهيوني استهدف محطة راضي للبترول المكتظة بالنازحين غرب مخيم النصيرات وسط القطاع. وأكد مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة مروان الهمص، إن الاحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة لتدمير القطاع الصحي. وقال أن استمرار حملة جيش الاحتلال على المنظومة الصحية يهدد حياة سكان القطاع، والجدير بالإشارة فإن مصادر إعلامية نقلت تفاصيل مجزرة وحشية حرق فيها المحتل الصهيوني النازحين داخل غزة.

مواصلــة العـدوان علـى جــنــين

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن “الاحتلال الصهيوني ارتكب مجازر دموية متواصلة منذ فجر أمس الثلاثاء، أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 مدنياً خلال خمس ساعات فقط، بينهم 33 طفلاً وامرأة، وذلك في قصف همجي ومركّز استهدف منازل سكنية ومراكز إيواء ومستشفيات وتكايا توزع الطعام على المنكوبين.”
وأدان المكتب - في بيان صحفي - بأشد العبارات هذا التصعيد الخطير، معتبراً أن ما يجري “سلوك إجرامي يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، ويجسد إصرار الاحتلال على استخدام القتل والتجويع كأدوات حرب ضد المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
فيما تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم 121 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، إضافة إلى استمرار منع الدخول أو الوصول إليه. وشق نحو 15 طريقا داخل مخيم جنين البالغة مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع فقط. ونقلا عن بلدية جنين فإن البنية التحتية في المخيم مدمرة بشكل كامل، إضافة إلى تدمير 60% من البنية التحتية في المدينة، وتدمير 120 كيلومترا من الشوارع، و42 كيلومترا من الخطوط الناقلة للمياه، و99 كيلومترا من خطوط الصرف الصحي.
واقتحمت قوات الاحتلال محيط الجامعة العربية الأمريكية في جنين، ونصبت حاجزا في الطريق الواصل إلى قرية جلقموش شرقا، ما تسبب في أزمة مرورية، كما كانت مركبات الاحتلال وآلياته قرب سكنات الجامعة الأمريكية التي يسكنها النازحون من مخيم جنين بعد إجبارهم على ترك منازلهم قسرا منذ بدء العدوان. وإلى جانب ذلك تستمر قوات الاحتلال في إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف جداً داخل مخيم جنين، علماً أنه فارغ من سكانه بشكل كامل.

مساعـــدات غزة حملـت الأكفـان!

وكشف رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أن اثنتين من بين خمس شاحنات مساعدات إنسانية دخلت قطاع غزة أول أمس الاثنين كانتا محملتين بالأكفان، في مشهد أثار صدمة وانتقادات واسعة. وقال عبده في تصريحات إعلامية: “هذه الأكفان ليست مساعدات غذائية، بل تعكس استعداداً لموت جماعي. غزة لا يتم إطعامها، بل يتم دفنها”، معتبراً الأمر دليلاً مأساوياً على تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وكان الاحتلال الصهيوني تحت الضغط الدولي سمح للمرّة الأولى منذ قرابة ثلاثة أشهر، بدخول خمس شاحنات عبر معبر كرم أبو سالم، بعد توقف طويل في تدفق المساعدات نتيجة للحصار المشدد المفروض على القطاع منذ بداية الحرب الأخيرة. ورغم احتواء الشاحنات على مواد غذائية للأطفال وبعض الاحتياجات الأساسية، فإن المنظمات الإنسانية اعتبرت الكمية غير كافية أمام احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.
ومن جانب آخر، أقر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس الثلاثاء، أنه تلقى موافقة من الاحتلال الصهيوني على إدخال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، بعد ضغوط مارسها المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأوروبي على المحتل. وتوقع ذات المتحدث أنه مع صدور هذه الموافقة، أن تتمكن تلك الشاحنات، من العبور إلى نقاط يمكن تسلمها منها، ثم التوجه إلى عمق غزة لتوزيعها.
من جهته، وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، دخول الشاحنات بأنه “تطور مرحّب به”، لكنه شدد على أن هذه الخطوة يجب أن تتبعها إجراءات أوسع وأكثر انتظاماً، محذراً من تفاقم خطر المجاعة والنقص الحاد في المواد الأساسية إذا لم يتم رفع القيود بشكل عاجل.
ويذكر أن قوات الاحتلال الصهيوني واصلت أمس الثلاثاء، حملات الاقتحامات والاعتقالات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة. كما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على مزارع الفلسطينيين. واعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس الثلاثاء 3 شبان شرق طولكرم. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين محمد بلال أبو العون ورائد عمار بركات بعد دهم وتفتيش منزليهما في بلدة عنبتا شرق طولكرم.

ارتفـــاع مـعـدلات سوء التغذيـة

ووسط استمرار قصف الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة، قال مسؤول صحي في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس الثلاثاء إن معدلات سوء التغذية في قطاع غزة ارتفعت خلال حصار الإحتلال، الذي استمر لأكثر من 11 أسبوعا وقد ترتفع بشكل كبير ومطرد إذا استمر نقص الغذاء.
وحذر أكيهيرو سيتا، مدير دائرة الصحة بالأونروا، في مؤتمر صحافي بجنيف قائلا: “لدي بيانات حتى نهاية شهر أفريل تظهر ارتفاعا في سوء التغذية، وبالتالي، يكمن القلق في أنه إذا استمر نقص الغذاء الحالي، فسيتفاقم (سوء التغذية) بشكل مطرد، ثم يخرج عن سيطرتنا”.
ودخلت ولأول مرة منذ شهر مارس الماضي خمس شاحنات محملة بالمساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وتأكد أن المساعدات الأولى مخصصة للأطفال، على أن تليها مساعدات غذائية مختلفة.
وكانت ومنظمة الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن عددا محدودا من شاحنات المساعدات الإنسانية دخلت إلى غزة للمرة الأولى بعد نحو ثلاثة أشهر من حصار الاحتلال الصهيوني الكامل ومنع دخول الطعام والأدوية وغيرها من الإمدادات. ودخلت خمس شاحنات تحمل مساعدات تشمل طعام أطفال إلى قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليوني فلسطيني عبر معبر كرم أبو سالم، وفقا للهيئة المسؤولة عن تنسيق ووصفت الأمم المتحدة دخول المساعدات بأنه “تطور مرّحب به”، لكنها قالت إن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات لمعالجة الأزمة الإنسانية. وكان خبراء الأمن الغذائي قد حذروا في الأسبوع الماضي من حدوث مجاعة خطيرة وغير مسبوقة في غزة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19777

العدد 19777

الثلاثاء 20 ماي 2025
العدد 19776

العدد 19776

الإثنين 19 ماي 2025
العدد 19775

العدد 19775

الأحد 18 ماي 2025
العدد 19774

العدد 19774

السبت 17 ماي 2025